السبت، 26 مارس 2011

هل تبيعنى وقتك؟

    ذات يوم اتصل مدير مكتب أحد وزراء الثقافة بالأستاذ العقاد ليحدد له موعدًا للقاء الوزير ، انتظره العقاد فى بيته وبعد الموعد المحدد بدقائق ، أغلق الباب وقال لسكرتيره:"إذا جاء هذا الوزير قل له أن الأستاذ خرج يتريض" ولم يخطر على بال العقاد أن الوزير سوف يلقاه فى مكتبه .. ولما قيل له أن ناشرا من الملايو عاشقا لقلمه وأدبه يريد أن يشترى حقوق نشر كتبه سوف يزوره فى بيته الساعة الخامسة مساءً انتظره العقاد حتى الخامسة وخمس دقائق عندما دق الباب وقال الزائر للأستاذ والله يا أستاذ أنا آسف فالمواصلات صعبة ثم إننى لم أعرف البيت فقال له العقاد:"نعم هذه مسألة موجبة للأسف. وتضايق الضيف ورفض العقاد أن يبيع له كتبه وحزن الضيف الذى جاءه من الملايو من هذه العبارة الخشنة التى قالها الأستاذ ولما راجعه وأخذه أحد تلامذته كان رد العقاد:"وهل تظن يا مولانا أن أقيم حفل تكريم لرجل لم يأتِ فى موعده؟ هل تظن أن رجلا يشغل العقاد عن رياضته الفكرية يستحق الترحيب به؟

   وعندما كان جيمى كارتر حاكمًا لولاية "جورجيا" فى جنوب الولايات المتحدة – قبل أن يصبح رئيسًا لأمريكا عام 1976- وذات يوم ، تقابل مع أعضاء إحدى اللجان فى المطار للسفر فى مهمة عاجلة ، إلا أن أحد أعضاء اللجنة تخلف عن الحضور ، فأصدر كارتر أوامره بقيام الطائرة .. وعندما بدأت الطائرة تتحرك على ممر الطيران ، شوهد عضو اللجنة المتخلف يجرى نحو الممر ليلحق بالطائرة ، فنظر كارتر ناحيته ، ثم أصدر أوامره للطيار قائلا:"لا تتوقف .. استمر فى الإقلاع بالطائرة .. يجب أن نتعلم الالتزام بالمواعيد واحترام الوقت".
  
   وروى أن النبى صلى الله عليه وسلم وقف ذات يوم فى انتظار رجلا أعطاه موعدا لكنه تأخر عن موعده ثلاثة أيام فقال له النبى حين رآه:"أهلكتنى يا رجل ، منذ ثلاث وأنا أنتظرك".. تذكرت ذلك وأنا أنتظر صديقتى التى تأخرت عن موعدها ثلاث ساعات ثم جاءت وهى تبتسم لى وتقول:"لماذا أنتِ غاضبة؟ أنتِ تنتظرينى فى بيتك وليس فى الشارع وليست لديكِ مشكلة" فقلت لها: يا عزيزتى: قال صلى الله عليه وسلم:"آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان". فمن صفات المؤمن الحق ألا يتأخر عن موعده حتى لا يشق على الناس الذين اقتطعوا من وقتهم ليستقبلوه..وهذا للأسف لأن الوقت عندنا مهدر لا قيمة له ورحم الله المحاسبي إذ قال: "والله وددت لو أن الوقت يُشترى بالمال، لأشتري بأموالي أوقاتا من الفارغين و الغافلين، أنفقها في سبيل الله"!
نرمين كحيلة







اليمن بين بلقيس وعلى عبد الله صالح

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتاكم أهل اليمن، هم أرق أفئدة وألين قلوباً، الإيمان يمان والحكمة يمانية، والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل، والسكينة والوقار في أهل الغنم". وفي رواية له أيضاً: "الفقه يمان والحكمة يمانية". ولفظ مسلم قريب من لفظ البخاري.      فالحديث صحيح ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد رواه البخاري ومسلم وغيرهما بألفاظ متقاربة منها رواية البخاري: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
   فقوله صلى الله عليه وسلم:"وأرق أفئدة" أى ألينها وأسرعها لقبول الحق واستجابة للداعى لأنهم أجابوا إلى الإسلام بدون محاربة للين قلوبهم .. وقوله: "ألين قلوبًا" وفى رواية:"أضعف قلوبًا" أى أعطفها وأشفقها .. وقوله:"الإيمان يمان" أى الإيمان يمانى فنسب الإيمان إلى أصل اليمن إشعارصا بكمال إيمانهم.قال النووى:نسب الحكمة إليهم كما نسب الإيمان.. قال ابن حجر:والمراد بها هنا العلم المشتمل على المعرفة بالله.


 وإن المتأمل فى قصة سليمان عليه السلام مع الملكة بلقيس يرى كيف  كان اليمن دولة عظيمة لها حضارة عريقة وأهم ما كان يميزها هو الديمقراطية التى كانت تتمتع بها حتى فى عصور ما قبل الميلاد فنجد الملكة بلقيس لما قرأت كتاب سليمان عليه السلام جمعت وزراءها وعلية قومها ، و استشارتهم في أمر هذا الكتاب ، فقالت:" يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرًا حتى تشهدون.(النمل 32)" أي : حتى تحضرون وتشيرون .  أى أنها أشركت شعبها فى القرار ولم تنفرد به رغم أنهم أوكلوا لها أمرها وفوضوها فى أمورهم وقالوا لها:" نحن أولو قوة وأولو بأس شديد والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين" أي : نحن أقوياء قادرين على الحرب ، إن شئت أن تقصديه وتحاربيه. وبعد هذا فالأمر إليك ، مري فينا برأيك نمتثله ونطيعه. وفي ذلك الوقت كانت مملكة سبأ تشهد من القوة ما يجعل الممالك الأخرى تخشاها ، و تحسب لها ألف حساب. فكان رأي وزرائها " نحن أولوا قوةٍ و أولوا بأس شديدٍ " في إشارةٍ منهم إلى اللجوء للحرب والقوة.

   إلا أن بلقيس صاحبة العلم والحكمة والبصيرة النافذة ارتأت رأياً مخالفاً لرأيهم ، فهي تعلم بخبرتها وتجاربها في الحياة: إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها .   قال ابن عباس : أي إذا دخلوا بلدًا عنوة أفسدوه ، أي : خربوه ، " وجعلوا أعزة أهلها أذلة"  أي : وقصدوا من فيها من الولاة والجنود ، فأهانوهم غاية الهوان ، إما بالقتل أو بالأسر. وقال الله عز وجل تعقيبًا على كلام بلقيس وتأكيدًا له:" وكذلك يفعلون "
 
    قال الحسن البصري ، رحمه الله : كانت هي أحزم رأيا منهم ، وأعلم بأمر سليمان ، وأنه لا قبل لها بجنوده وجيوشه ، وما سخر له من الجن والإنس والطير ، وقد شاهدت من قضية الكتاب مع الهدهد أمرًا عجيبًا بديعًا ، فقالت لهم : إني أخشى أن نحاربه ونمتنع عليه ، فيقصدنا بجنوده ، ويهلكنا بمن معه ، ويخلص إليَّ وإليكم الهلاك والدمار دون غيرنا ; ثم عدلت إلى المهادنة والمصالحة والمسالمة ،  فقالت" :  وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون"  أي : سأبعث إليه بهدية تليق به وأنظر ماذا يكون جوابه بعد ذلك ، فلعله يقبل ذلك ويكف عنا ، أو يضرب علينا خراجًا نحمله إليه في كل عام ، ونلتزم له بذلك ويترك قتالنا ومحاربتنا . قال قتادة : رحمها الله ورضي عنها ، ما كان أعقلها في إسلامها وفي شركها!! علمت أن الهدية تقع موقعًا من الناس . وقال ابن عباس  : قالت لقومها : إن قبل الهدية فهو ملك فقاتلوه ، وإن لم يقبلها فهو نبي فاتبعوه . 
    وقد كان قوم بلقيس يعبدون الأجرام السماوية والشمس على وجه الخصوص ، و كانوا يتقربون إليها بالقرابين ، و يسجدون لها من دون الله ، و هذا ما لفت انتباه الهدهد الذي كان قد بعثه سليمان - عليه السلام- ليبحث عن موردٍ للماء.. كانت حينها جالسة على سرير مملكتها المزخرف بأنواع من الجواهر واللآلئ والذهب مما يسلب الألباب ويذهب بالمنطق والأسباب. أى أن عرشها وملكها لم يجعلها تتمسك بالحكم وتغلبه على العقل والمنطق فآثرت حماية شعبها من الهلاك والدمار وحقن دمائه"

    ويبدو أن منهج الديمقراطية التى سارت عليه بلقيس كان معمولا به ليس فى عهدها فقط بل فى العهود التى سبقتها والتى تلتها.. ترى لو كان الهدهد يعيش فى عصرنا الحالى ورأى الرئيس على عبد الله صالح فماذا كان سيقول لسليمان عليه السلام؟ هل كان سيقول له رأيت رجلا لا يرحم شعبه ويعبد كرسى الحكم ، هل كان سيقول له رأيت رجلا ديكتاتورًا يقتل الأبرياء الذين يطالبون بالحرية؟ ترى ماذا لو علم سليمان عليه السلام بهذا؟ هل كان سيستدعى الرئيس على ويحاكمه على فعلته؟ أم كان سيحضر عرشه ويقول له اتقى الله فى هذا الكرسى؟
  
    إن الملاحظ أن الله سبحانه وتعالى لم يعذب قوم بلقيس رغم أنهم كفار لأن مملكتهم قائمة على العدل والشورى.. قال العلماء: إن الله تبارك وتعالى ينصر الدولةَ العادلةَ ولو كانت كافرة ، ويُهلك الدولة الظالمةَ ، ولو كانت مسلمة.

    يعنى نحن العرب عرفنا الديمقراطية والشورى بمعناها الحق قبل أن تعرفها أوروبا وأمريكا فى العصر الحديث ، أليس من العيب أن نكون فى القرن الواحد والعشرين ويتسم حكامنا بالديكتاتورية ؟ أليس من العيب أن يعلمنا الغرب معنى الديمقراطية وقد أتى الاسلام بمبدأ الشورى وسبق بذلك كل ديمقراطيات العالم الحديث؟ ترى لو كان شعب الملكة بلقيس طلب منها التنحى هل كانت ستمتنع؟ إن الحكام العرب لا يستفيدون من التاريخ ولا من قصص القرآن ويوقعون أنفسهم وشعوبهم فى مهالك وأخطار حين يتركون دولا أجنبية تغزو بلادهم فى سبيل عدم ترك عروشهم.
نرمين كحيلة

الثلاثاء، 15 مارس 2011

عندما تصبح المرأة رئيسة جمهورية

      أثيرت فى الآونة الأخيرة مسألة ولاية المرأة ومساواتها بالرجل وتعالت الصيحات للمطالبة بمنحها حق تولى رئاسة مصر فهل تصلح المرأة لرئاسة الدولة ؟ 

     ظلت الرئاسة حلمًا يداعب خيال المرأة فى كل زمان ومكان فالملكة حتشبسوت مثلا ضحت بأنوثتها لكى تتولى الحكم لأن المصريين لم يقبلوا أن تحكمهم امرأة فتنازلت عن أنوثتها طواعية لأنها رأت أنها عائقا أمام طموحها فادعت أنها ابنة الإله ونقشت تفاصيل ولادتها على معبدها بالدير البحرى وارتدت الزى الرجالى واللحية المستعارة واستخدمت ضمير المذكر للإشارة إلى نفسها وأعلنت نفسها فرعونا لمصر.

      أما شجر الدر فقد تولت حكم مصر بعد وفاة زوجها السلطان الصالح نجم الدين أيوب ، عقب مرض شديد ألمَّ به في المنصورة. وأخفت خبر موته حتى لا تسبب بلبلة بين الجنود والمماليك الذين كانوا يحاربون الصليبيين في المنصورة ، وأدارت الحرب كما لو أن زوجها موجود ، بل وانتصرت فيها. ويبدو أنها لم تكن تفكر في حكم مصر بشكل مباشر، إذ أنها بعد وفاة زوجها أرسلت في طلب ابنه المعظم توران شاه ليتولى الحكم. ولكنه كان سكيراً فاسداً ، ولم يحسن إدارة أمور الدولة. وانتهى الأمر بقتله على يد قائد مملوكى وهو بيبرس البندقداري.

    وكان حادثاً فريداً في التاريخ الإسلامي أن يجتمع أمراء المماليك البحرية وأعيان الدولة المصرية في هذه الفترة لمبايعة شجر الدر على مملكة مصر.

إلا أنه يبدو أن هذا الأمر كان مفاجئاً للأمراء الأيوبيين والخليفة العباسي نفسه ، الذي كان ذو سلطة اسمية على مملكة مصر، فقد كانت مصر تابعة للخلافة العباسية. ولإرضاء جميع الأطراف ، فقد اتجه الرأي إلى أن تتزوج شجر الدر من رئيس عسكرها ، المعز أيبك التركماني وذلك سنة 648 هـ أو 1250 ميلادياً ، وتنازلت له عن العرش بعد أن حكمت قرابة ثمانين يوماً
.
    ولمّا تمّ لها الأمر، كانت الخطباء تخطب باسمها على منابر مصر ، وتقول  بعد الدعاء للخليفة : " احفظ اللهم الجهة الصالحيّة ، ملكة المسلمين ، عصمة الدنيا والدين ، ذات الحجاب الجليل ، والستر الجميل ، والدة المرحوم خليل " .
قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام : " لمّا تولّت شجر الدرّ على الديار المصرية ، عملتُ في ذلك مقامة ، وذكرتُ فيها ، بماذا ابتلى الله به المسلمين بولاية امرأة عليهم " . (بدائع الزهور في وقائع الدهور (1 / 286  .
وقال المقريزي في " السلوك في معرفة دول الملوك " ( 1/ 2/ 368 ) : ووصل الخبر إلى بغداد ، فبعث الخليفة المستعصم بالله من بغداد كتاباً إلى مصر، وهو يُنكِر على الأمراء ويقولُ لهم : " إن كانت الرجال قد عدِمَت عندكم ، فأعلمونا حتى نسيِّر إليكم رجلاً  .أما سمعتم في الحديث عن رسول الله : " لا يفلح قوم ولّوا أمرهم امرأة  " . وأنكر عليهم بسبب ذلك غاية الإنكار ... فلمّا بلغ شجر الدرّ ذلك ، جمعت الأمراء والقضاة وخلعت نفسها من السلطنة برضاها ، فكانت مدَّة سلطنتها بمصر ثلاثة أشهر إلاّ أيّاماً . ( بدائع الزهور في وقائع الدهور 1/ 287.)
واتخذت لنفسها عددا من الالقاب منها ( المستعصمية) نسبة الى الخليفة العباسي المستعصم بالله تعبيرا للانتماء اليه باعتبار سلطان مصر يستمد سلطته الشرعية من الخليفة العباسي. و لقبت أيضا ( ملكة المسلمين والدة الملك المنصور خليل أمير المؤمنين) ولقبت ايضا (بالستر الرفيع و الحجاب المنيع ملكة المسلمين(

     ويقول الدكتور فؤاد بن عبد الكريم العبد الكريم فى رسالة الماجستير التى أعدها فى الفقه الإسلامى: أن مايشترط في الإمام الأعظم (الحاكم أو الرئيس): الإسلام والبلوغ والعقل والحرية والذكورة – وهذه الشروط متفق عليها بين المذاهب الأربعة- أن يكون عالماً بأحكام الشريعة –أي الاجتهاد- العدالة وسداد الرأي في السياسة والحرب والإدارة وسلامة الحواس والأعضاء.
   وإذا كان الولي شرط في صحة النكاح ، والمرأة لا يجوز لها أن تتولى عقد النكاح لنفسها أصالة ولا لغيرها وكالة ، فإن فعلت ذلك فالنكاح باطل فكيف يجوز للمرأة أن تتولى الحكم ؟ لأن من لا ولى لها فالسلطان (الرئيس) وليها.

     إن الإسلام لا يأمر بأمر ويحث عليه أو يجيزه إلا إذا كانت المصلحة راجحة في ذلك على المفسدة ، وهذا ما نجده –واضحاً- في أمر النساء بالقرار في البيوت ، لأن المفاسد في خروجها مترجح على المصالح ، فكل ما يتناسب مع طبيعة المرأة وليس فيه مخالفة لأوامر الإسلام أباحه ، وكل ما يتعارض مع طبيعتها - التي خلقها الله تعالى عليها ووظيفتها الأساسية في تربية النشءمنعه.
     ولا يجوز للمرأة باتفاق علماء أهل السنة والجماعة أن تتولى منصب الإمامة العظمى ، ولا اعتبار برأي الخوارج الذين أجازوا لها ذلك ، كما أنه لا اعتبار باحتجاجهم الفاسد بخروج أم المؤمنين عائشة –رضي الله عنها-.و إذا استولت المرأة على السلطة ومنصب الإمامة العظمى فإن ذلك لا يمنحها أهلية الإمامة ووجوب طاعتها ، وإنما يجب الخروج عليها حال الاستطاعة ، لأنها مغتصبة لحق ليس لها ، ويجب على الرعية إعادة الأمور إلى نصابها.
    ويقول دكتور أحمد بن عبد العزيز الحمدان: أَجْمَعَ العُلَمَاء عَلَى اشْتِرَاط الذُّكُورَة فِي الإِمَامَة ، فَلاَ تَجُوزُ إِمَامَةُ الْمَرأَة ، والإِجْمَاع حُجَّة لاَ تَجُوز مُخَالَفتُه

   
 وَمِنْ أَدِلَّةِ هَذَا الإِجْمَاع فِي الكِتَاب وَالسُّنَّةِ
 
قَوْلُ اللهِ تَعَالَى: " الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُواْ
مِنْ أَمْوَالِهِمْ " .(سورة النساء، الآية 34(
فَحَصَر اللهُ عز وجل القَوَامَة بِيَد الرِّجَال عَلَى النِّسَاء دُونَ عَكْسِه ، فَالرِّجَال قَوَّامُون عَلَى النِّسَاء
فِي شُؤُونِهِنَّ ، وَحِفْظِهِنَّ ، وَالذَّبِّ عَنْهُنَّ ، وَالإِنْفَاق عَلَيْهِنَّ ، وَأَمْرُهُم نَافِذ عَلَيْهِنَّ.
وَ(القَوَّام) فِي اللُّغَة القَائِم بِانْتِظَام الأُمُور وَتَدبِيْر الشؤُون ، وَهَذِه مَهَمَّة الإِمَام ، وَالقَوَامَة هِي ولاَيَة الأَمْر؛ لِذَلِك كَانَ الرِّجَال هُم الأَئِمَّة وَالْحُكَّام ، وَتَوَلِي الْمَرأَةِ الإِمَامَةَ يُخَالِف إِرَادَةَ اللهِ تَعَالَى الشَّرعِيَّة فِي جَعلِ الرِّجَالِ هُمُ القَوَّامُون ، فَلَو جَازَ تَوَلِي الْمَرأَةِ الإِمَامَةَ لَكَانَ لَهَا القَوَامَة عَلَى الرِّجَال ، وَهُوَ خِلاَفُ مَا دَلَّت عَلَيْهِ الآيَة ، وَمَا أَرَادَه اللهُ تَعَالَى.
وَفِي الآيَة دَلِيْل عَلَى فَضْلِ الرَّجُل عَلَى الْمَرأَةِ فِي صِفَاتِهِ الْخَلْقِيَّةِ وَالعَقْلِيَّةِ ، وَهَذَا أَمْر وَهْبِي مِنَ اللهِ تَعَالَى ، لاَ يَدُلُّ عَلَى إِذْلاَلِ الْمَرأَةِ ، وَلاَ هَضْمِ حُقُوقِهَا ، وَلَكِنَّهُ دَلِيْل عَلَى حِكْمَة الْخَبِير سبحانه وتعالى حِينَ أَعطَى الرَّجُل مَا يُنَاسِبُه وَيُنَاسِب مَهَمَّتَه فِي الْحَيَاةِ مِن صِفَاتٍ يَتَمَكَّن بِهَا مِنَ القِيَامِ بِوَاجِبَاتِه ، وَأَعطَى الْمَرأَةَ مَا يُنَاسِبُهَا وَيُنَاسِبُ مَهَمَّتَهَا فِي الْحَيَاة مِن صِفَات تَتَمَكَّن بِهَا مِن القِيَامِ بِوَاجِبَاتِهَا.

وَقَالَ تَعَالَى:[ وَلاَ تَتَمَنَّواْ مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيْبٌ مِمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَآءِ نَصِيْبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ ] .[سورة النساء، الآية 32].

     إِذْ كَيْفَ لاَ يَجْعَلُ اللهُ القَوَامَة فِي بَيْت الْمَرأَة لَهَا ، بَلْ يَجْعَلُهَا لِزَوْجِهَا ،
 ، ثُمَّ يَأْذَنَ لَهَا أَن تَكُون قَائِمَة عَلَى عُمُوم الرِّجَال
خَارج بَيْتِهَا ؟ أَيُّهُمَا أَخْطَرُ شَأْناً وَأَكْثَرُ مَسْؤُولِيَّة ، قَوَامَةُ البَيْت أِمْ قَوَامَةُ الدَّوْلَة؟

   وَمِنْ أَدِلَّةِ الإِجْمَاعِ عَلَى بُطْلاَنِ تَوَلِّي الْمَرأَةِ الإِمَامَةَ العُظْمَى: قَوْلُ اللهِ تَعَالَى
"وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيْمٌ " .[سورة البقرة، الآية 228].
أى يَزِيْد الرِّجَال عَلَى النِّسَاء بِدَرَجَة القَوَامَة ؛ وَهِيَ الإِمرَة وَوُجُوب الطَّاعَة.

 
وَمِنَ الأَدِلَّة: قَولُ الله تَعَالَى:" وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكِاً قَالُوآ أَنَّا يَكُونُ لَهُ
الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً
فِي العِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَآءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيْمٌ " .(سورة البقرة ، الآية 247(   فَفِي الآيَةِ يَرُدُّ الله تَعَالَى عَلَى الَّذِيْن جَادَلُوا فِي اسْتِحْقَاق طَالُوت الْمُلْك بِبَيَان سَبَب ذَلِك الاسْتِحْقَاق ؛ وَهُوَ: البَسْطَة فِي العِلْم وَالْجِسْم ، وَمَعلُومٌ أَنَّ قُوَّةَ الْجِسْم الَّتِي بِهَا يَتَحَمَّل الْمَلِك أَعْبَاء الْمُلْك هِيَ صِفَة
ذُكُورِيَّة ، وَهَذَا أَمْر فِطريّ.

 
وَقَالَ اللهُ تَعَالَى:[ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ] .[سورة الأحزاب، الآية 33].
فَهَذَا أَمْرٌ مِنَ اللهِ تَعَالَى لِلنِّسَاءِ بِالقَرَارِ فِي البُيُوتِ وَعَدَمِ الْخُرُوجِ مِنْهَا إِلاَّ لِحَاجَة.
قَالَ القُرطُبِيُّ –رَحِمَهُ اللهُ- مُفَسِّراً هَذِهِ الآيَةَ: الشَّرِيْعَة طَافِحَة بِلُزُوم النِّسَاءِ بُيُوتِهِنَّ، وَالانْكِفَاف عَن الْخُرُوج مِنْهَا إِلاَّ لِضَرُورَة.
   فالأصل بقاء المرأة في المنـزل ، ولا تخرج إلا لظروف خاصة وبشروط ، وما سوى ذلك فإنه يجب عليها أن تمكث في بيتها .. ولهذا فقد أعفاها الإسلام من صلاة الجمعة رحمة بأنوثتها لأنه راعى كونها أمًا وزوجة وعليها مسؤوليات تجاه بيتها يصعب معها أن تخرج من بيتها بانتظام كل جمعة فكيف تصبح رئيسة ؟ وَمَعلُوم أَنَّ القِيَام بِأَعْبَاء الْمُلْك يَسْتَلزِم البُرُوزَ لِلنَّاس ، وَالاخْتِلاَط وَالْخُلوَةَ بِالأَجَانِب ، وَالسَّفَرَ الَّذِي
لاَ يَحتَمِل التَّقَيُّدَ بِالْمَحرَم ، وَإِهْمَالَ حَقِّ الزَّوج وَالأَبْنَاء وَالبَيْت.وكذلك أعفاها من الجهاد.
    وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه ، قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم :"مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ" قُلْنَ: وَمَا نُقْصَانُ
دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: ((أَلَيْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ؟)) قُلْنَ: بَلَى. قَالَ:فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَان عَقْلِهَا ، أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ؟ قُلْنَ: بَلَى. قَالَ:فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا.[متفق عليه: صحيح البخاري: كتاب الحيض/باب ترك الحائض الصوم.
ومسلم: كتاب الإيمان/باب بيان نقصان الإيمان بنقص الطاعات
     وَعَن أَبِي بَكْرَة رضي الله عنه ، قَال: سَمِعتُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول:"لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً".(رواه البخاري: كتاب المغازي/باب كتاب النبي صلى الله عليه
وسلم إلى كسرى ، كتاب الفتن/باب الفتنة التي تموج كموج البحر)
وَفِي لَفْظٍ: ((لَنْ يُفْلِحَ قَومٌ أَسْنَدُوا أَمْرَهُمْ إِلَى امْرَأَةٍ)).(رواه الإمام أحمد 5/38، والطيالسي 3/118(
وَهَذَا إِخْبَار مِنْه صلى الله عليه وسلم أَنَّ الْخُسْرَان وَعَدَمَ الفَلاَح سَيَكُون مُلاَزِماً لِمَن يَجْعَل وِلاَيَتَه بِيَد الْمَرأَة ؛ لأَنَّهَا تَضِلُّ وَتَنْسَى ، وَتُغَلِّب عَوَاطِفَهَا ، وَهَذَا إِضْرَار بِهَا وَبِالنَّاس ؛ لِذَا فَإِنَّ فِي الْحَدِيْثِ أَمْرٌ بِعَدَمِ إِسْنَاد وِلاَيَة مِن الوِلاَيَات العَامَّة لِلنِّسَاء. ثُمَّ إِنَّ هَذَا الْحَدِيْثَ خَبَر بِمَعنَى النَّهْيِّ ، فَفِيْهِ نَهْيٌ عَنْ تَوْلِيَتِهَا جَمِيْع شُؤُون النَّاس ؛ لأَنَّ كَلِمَةَ "أَمْرَهُمْ  "تَشْمَلُ جَمِيْعَ الأُمُور بِاعْتِبَارهَا صِفَة عَامَّة.
     وَالنَّهْيُ يَشْمَل كُلَّ قَوم فِي الْمَاضِي وَالْحَاضِر وَالْمُسْتَقْبَل ، وَفِي أَي مَكَان يَكُونُون فِيْه ؛ لأَنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم : ((قَومٌ)) نَكِرَة فِي سِيَاق النَّفْيِّ، وَالنَكِرَة فِي سِيَاق النَّفْيِّ تُفِيْد العُمُوم ، فَتَشْمَل كُلَّ قَوم ، وَكَذَلِكَ قَولُه صلى الله عليه وسلم : ((امْرَأَةً)) نَكِرَة فِي سِيَاقِ النَّفِيِّ، فَتَشْمَلُ كُلَّ امْرَأَة ، فَيَكُوُن مَعْنَى الْحَدِيْث: لَنْ يُفْلِح أَيُّ قَومٍ وَلُّوا أَمْرَهُمْ امْرَأَة مَهْمَا كَانَتْ وَمَنْ كَانَت ؛ لأَنَّ النَّكِرَةَ فِي سِيَاق النَّفْيِّ مِنْ صِيَغِ العُمُومِ الَّتِي تَسْتَغْرِق جَمِيْع أَفْرَادِهَا ، حَتَّى الكَفَرَة إِذَا وَلُّوا أَمْرَهُم امْرَأَة فَإِنَّهُمْ لَنْ يُفْلِحُوا، لِعُمُومِ اللَّفْظ وقد قيل هذا الحديث
لمَّا وَلَّى أَهْل فَارس بِنْت كِسْرَى عَلَيْهِمْ وَهُم كُفَّار.


 
وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:"أَلاَ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، فَالأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ ، أَلاَ فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِه".
[
متفق عليه: صحيح البخاري: كتاب الجمعة/باب الجمعة في القرى والمدن، ومسلم: كتاب الإمارة/باب فضيلة الإمام العادل]. .
     فَفِي الْحَدِيْثِ حَدَّدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الوِلاَيَةَ العَامَّةَ وَالْخَاصَّة ، وَبَيَّنَ أَنَّ الوِلاَيَةَ العَامَّةَ مِنْ شَأْن الرِّجَالِ دُونَ النِّسَاء ، وَجَعَلَ مَسْؤُولِيَّةَ الْمَرأَةِ الْمُنَاطَةَ بِهَا مَحصُورَة فِي بَيْت بَعلِهَا ، ولاَ مَسْؤُولِيَّةَ عَلَيْهَا خَارِجَه
 
وَجَاءَ فِي قَرَار لُجْنَةِ الفَتْوَى بِالأَزْهَرِ: قَدْ سَاقَ (النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْحَدِيْثَ) بِأُسْلُوب القَطْعِ بِأَنَّ عَدَمَ الفَلاَحِ مُلاَزم لِتَوْلِيَةِ الْمَرأَة أَمْراً مِن أُمُورهِم.

قال الله تعالى :{ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى ) . (البقرة :282)
وفى تفسير البيضاوي: علة اعتبار العدد أي لأجل أن إحداهما إن ضلت الشهادة بأن نسيتها ذكرتها الأخرى.
وفى تفسير الشوكاني: قال أبو عبيد : معنى تضلّ تنسى ، والضلال عن الشهادة إنما هو نسيان جزء منها ، وذكر جزء.
خلاصة التفاسير: أن سبب جعل شهادة المرأة تعدل نصف شهادة الرجل هو كثرة النسيان. فهل المرأة تنسى أكثر من الرجل؟

    ففي دراسة حديثة قام بها علماء في (سيدني ـ أستراليا) ونشرت نتائجها على شبكة CNN وشبكة BBC الإخبارية
 أثبتت الدراسة أن الحمل يتسبب بضعف ذاكرة النساء ، وأن هذه الحالة تستمر لفترة ما بعد الولادة أحياناً حيث يتسبب الحمل في تناقص طفيف في عدد خلايا الذاكرة لدماغ الأم الحامل.
وقالت جوليا هنري ، وهي إحدى العاملات على البحث من جامعة نيوساوث ويلز بسيدني ، لشبكة   CNN : " ما وجدناه هو أن المجهود الذهني المرتبط بتذكر تفاصيل جديدة أو أداء مهام متعددة المراحل ، يصاب باضطراب." وأضافت: "قد تعجز المرأة الحامل مثلاً عن تذكّر رقم جديد، لكنها ستستعيد بسهولة الأرقام القديمة التي كانت تطلبها على الدوام." وقالت هنري إنها قامت ، مساعدة الدكتور بيتر ريندل ، بوضع هذه الدراسة بالاعتماد على تحليل 12 بحث شمل مسحاً لقدرات النساء الذهنية قبل الولادة وبعدها.

وانتهت إلى أن المرأة الحامل تصاب ذاكرتها بالضعف والاضطراب أثناء الحمل وربما تعاني من ضعف الذاكرة لمدة عام كامل أحياناً بعد الولادة وربما أكثر بسبب تناقص في عدد خلايا الذاكرة وللأسباب غير معروفة حتى الآن.

وهذا الإعجاز العلمي في الآية:
الإشارة إلى كثرة نسيان النساء لذلك جعل شهادتهن نصف شهادة الرجل وهذا ما أثبته العلم الحديث.
ولهذا كان الأنبياء كلهم من الرجال لأن طبيعة مهمة النبى هى تحمل المشقة والمعاناة وسخافات وإيذاء قومه له فيونس – عليه السلام - مثلا آذاه قومه وعذبوه فضربوه بالسياط حتى مزقت ثيابه وجلده فسقط مغشيا عليه وكذلك عذبوا سيدنا نوح عليه السلام بأن كانوا يقذفونه من فوق سطح منزله ويلقون عليه القمامة ويتهمونه بالجنون والسفه وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رشقوه بالحجارة حتى أدموا قدميه وجعلوا الشوك فى طريقه وقذفوه بالقاذورات. فأراد الله أن يجنب المرأة هذه المشقة والمعاناة التى لا تستطيع رقتها وأنوثتها وجسدها الضعيف تحملها وهذا من باب تكريمها وصيانتها وعدم تعريضها للمهالك.. ولنفس السبب لا تتولى إمامة الصلاة.

    فإذا تصورنا أن المرأة قد أصبحت فى يوم من الأيام رئيسة جمهورية ثم حملت ووضعت وأرضعت فكيف تمارس شؤون الدولة ومهامها الصعبة وهى بذلك الوضع؟ وكيف تقابل الرؤساء والملوك وتعقد الاتفاقيات والمعاهدات وتتخذ قرارات الحرب والسلام؟
                                                                                           نرمين كحيلة