السبت، 30 يوليو 2011

السلاح فى منبال فى يد المراهقين

    منبال هى قرية تابعة لمركز مطاى بمحافظة المنيا..ولقد انتشرت فيها فوضى السلاح على مرأى ومسمع من الجميع دون تحرك يذكر للأمن ولا ننسى أن معظمهم من بلطجية الأمن فيما يسمى بالمرشد أى جواسيس بمقابل مادى لأنهم يمدون الضباط بالمعلومات للترقية.. وكلنا يعلم أن ترخيص السلاح من الأمور المعقدة جداً فى مصر نظرًا لخطورة الموقف
لأنه يتطلب تقديم سبب لحمل السلاح بمعنى أن تقدم ما يثبت أنك تحتاج لسلاح
مثلاُ أنك معرض للاعتداء عليك نظراً لأنك رجل أعمال وتحمل معك أموالا كثيرة دائماً
أو تكون مهددا من قِبَل أحد وبشرط أن تكون الشرطة على علم بذلك أو تكون رجل سياسى ومطلوب لدى جماعه تريد أن تنال منك وكل هذا وذاك لابد أن تبرهن للجهة المختصة بذلك أو تكون صاحب محلات ذهب كبيرة وبطبيعة عملك أن يتواجد ذهب معك دائما كل ذلك أولاُ
أما ثانيا : فلابد من التوجهه إلي مديرية الأمن لأخذ التصريح من مساعد وزير الداخلية
وبالتالى أخذ تصريح من أمن الدولة
وبعد ذلك الذهاب إلى قسم الشرطه التابع لك بهذه التصاريح
ووقتها تأخذ رخصة السلاح ،،،، ويجب الأخذ فى الاعتبار أنك تأخذ مجموعة من الطلقات الحية وتحاسب إذا أصبحت ناقصة بدون سبب
مع الأخذ فى الاعتبار أنك ستمر على القسم التابع لك كل سنة تقريباً لتجديد الرخصة
وإذا تأخرت سيسحب منك السلاح وتُعَاقَب بغرامة مالية
هذا غير المشاكل التى قد تحدث لك لو حدث أى شئ منك أثناء مشاجرة عادية
ورغم هذا التشديد لحمل السلاح إلا أننا نجد السلاح فى منبال فى يد المراهقين دون ضابط ولا رابط ودون ترخيص مما يعد كارثة حقيقية تهدد أهالى المنطقة فباستطاعة أى مراهق قتل أى شخص لو تشاجر أو اختلف معه أو على الأقل إصابته ولا أعرف كيف يتم السكوت على تلك الكارثة التى تشكل تهديدا حقيقيا فى وجه أهالى منبال خاصة فى فترة عصيبة من تاريخ مصر انتشرت فيها البلطجة والإجرام؟ فيا أيها المحافظ ويا أيها المسؤولون أغيثوا محافظة المنيا يرحمكم الله!
نرمين كحيلة


السبت، 16 يوليو 2011

الأوابون


    قال تعالى:"واذكر عبدنا داود ذا الأيدى إنه أواب" (سورة ص 17-20)  فمن هو الأواب ؟
الأوب: هو الرجوع، يقال:آب أوبًا وإيابا ومآبا..قال الله تعالى: "إن إلينا إيابهم"([الغاشية/25] وقال: "فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا" [النبأ/39]، والمآب: المصدر منه واسم الزمان والمكان..قال الله تعالى: "والله عنده حسن المآب" [آل عمران/14]، والأواب كالتواب ، وهو الراجع إلى الله تعالى بترك المعاصي وفعل الطاعات ، قال تعالى: "أواب حفيظ" [ق/32]، وقال: "إنه أواب" [ص/30] ومنه قيل للتوبة: أوبة ، والتأويب يقال في سير النهار (قال ابن المنظور: والتأويب في كلام العرب: سير النهار كله إلى الليل) وقيل:آبت يد الرامي إلى السهم (انظر: المجمل 1/106) وذلك فعل الرامي في الحقيقة وإن كان منسوبا إلى اليد والأواب هو الرَّجاع أى الذى يرجع بإرادته واختياره ، وكذا ناقة أؤوب: أى سريعة رجع اليدين.

"وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ" (ص 30) جاء فى تفسيرها: أخبر سبحانه: بأن من جملة نعمه على داود أنه وهب له سليمان ولداً، ثم مدح سليمان، فقال: { نِعْمَ ٱلْعَبْدُ } والمخصوص بالمدح محذوف، أي: نعم العبد سليمان ، ، وجملة: { إِنَّهُ أَوَّابٌ } تعليل لما قبلها من المدح، والأواب: الرجاع إلى الله بالتوبة.

نِعْمَ ٱلْعَبْدُ  لأنه كان أَوَّاباً إلى الله، راجعاً إليه في جميع الأحوال؛ في النعمة بالشكر، وفي المحنة بالصبر
وكلمة أواب ذكرت فى أكثر من موضع فى كتاب الله عز وجل" رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً" [الإسراء : 25]

والأواب هو : الكثير الأوْب، أي الرجوع. والمراد: الرجوع إلى ما أمر الله به والوقوف عند حدوده وتدارك ما فرط فيه. والتائب يطلق عليه الأوّاب


"وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ" [صـ : 44]

جاء فى تفسيرها
{ إِنَّا وَجَدْنَـٰهُ صَابِراً } أي: على البلاء الذي ابتليناه به، فإنه ابتلي بالداء العظيم في جسده، وذهاب ماله، وأهله، وولده، فصبر { نِعْمَ ٱلْعَبْدُ } أي: أيوب { إِنَّهُ أَوَّابٌ } أي: رجاع إلى الله بالاستغفار، والتوبة.
   فالله تعالى لم يقل نعم العبد إنه لا يخطئ أبدًا أو لايرتكب ذنوبا أبدا بل بالعكس هو امتدحه ليس لأنه معصوم بل لأنه بمجرد أن يذنب أو يخطئ سواء فى لحظة ضعف بشرى أو بدون قصد يعود إلى ربه سريعًا فكأنه يقول يا رب لا أبيت الليلة وأنت عنى غاضب مثلما يفعل المحب مع محبوبه لا يطيق أن يغضبه ولو حتى ساعة فكلما أخطأ فى  حقه عاد سريعًا واعتذر له.. بمعنى أن يكون العبد فعلا نادمًا وحزينا على ذنبه لا ينوى الرجوع إليه. ولذلك النبى صلى الله عليه وسلم كان يستغفر الله فى اليوم سبعين مرة حتى يكون من الأوابين رغم أنه كان لا يذنب فما بالنا نحن الأن كم مرة نحتاج للاستغفار فى اليوم؟ وهذا يأتى من خلال محاسبة النفس كل ليلة لبيان ما إذا كانت أذنبت أم لا؟ فليسأل كل منا نفسه هل انا أواب؟ فإذا كانت الإجابة نعم فهنيئا لك بهذه المنزلة العظيمة منزلة الأوابين.
نرمين كحيلة

الجمعة، 8 يوليو 2011

شر الأوعية

   هل تعرفون ما هو شر الأوعية ؟ هو وعاء البطن كما قال النبى صلى الله عليه وسلم:"ما ملأ آدمى وعاء شرًا من بطنه بحسب ابن آدم أكُلات يقمن صلبه ، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه".رواه أحمد والترمذى وحسنه ، وابن ماجة وابن حبان فى صحيحه. وكلمة أكُلات جمع أكُلة وهى اللقمة.

   فهناك علاقة حيوية بين المعدة والتنفس حيث تكمن المعدة في الجزء العلوي من التجويف البطني تحت الحجاب الحاجز مباشرة وتستقبل الطعام بعد مضغه وبلعه ومروره بالمريء. وللمعدة قدرة كبيرة على تغيير حجمها، فهي تبدو صغيرة عندما تكون فارغة ، وتتمدد كثيرًا بعد تناول وجبة كبيرة ، وعندئذ يشعر الإنسان بعدم الراحة وصعوبة في التنفس ، ويعني ذلك أن المعدة قد امتلأت أكثر من اللازم حتى أصبحت تشغل حيزًا يزيد عن المعتاد فضغطت على الحجاب الحاجز. فأوجد هذا صعوبة في تقلصه وإعاقته عن الحركة إلى أسفل بالقدر اللازم لحدوث تنفس عميق .. وامتلاء البطن من الطعام مضر للقلب والبدن عمومًا.
  
     ولهذا فإن النبى صلى الله عليه وسلم حين أرسل له مقوقس مصر جارية وطبيب هدية له قَبِل الجارية وردَّ الطبيب وقال لرسول المقوقس:"نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع فلا حاجة لنا بالطبيب".
    ويحكى أن سيدنا سليمان عليه السلام أكل يومًا حتى شبع فنام عن قيام الليل فأقسم ألا يشبع بعد اليوم.
    وقد جاء رجل للنبى صلى الله عليه وسلم يسأله عن هضوم بسبب عسر هضم أصابه فقال له مستنكرًا:"أويأكل أحدكم حتى يأخذ هضومًا!؟" يعنى النبى الكريم اندهش وتساءل هل من المعقول أن يأكل أحد من أمتى فوق حاجته حتى يحتاج إلى هضوم؟

   ترى ماذا لو كان النبى صلى الله عليه وسلم يحيا بيننا الآن ورأى أن مرض العصر المنتشر بين الناس هو السمنة فماذا كان سيقول؟

     وعن ابن عمر رضى الله عنهما قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"تجشأ رجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:كُف عنا جشاءك فإن أكثرهم شبعًا فى الدنيا أكثرهم جوعًا يوم القيامة"رواه الترمزى وحسنه وابن ماجة والبهقى. وفى صحيح الحاكم أن الرجل هو أبو جحيفة رضى الله عنه قال:"أكلت ثريدة من خبز ولحم ثم أتيت النبى صلى الله عليه وسلم فجعلت أتجشأ فقال: يا هذا كُف عنا جشاءك فإن أكثر الناس شبعا فى الدنيا أكثرهم جوعًا يوم القيامة" قال الحاكم صحيح الإسناد ورواه البزاز بإسنادين أحدهما ثقات ورواه ابن أبى الدنيا والطبرانى والبيهقى وزاد فيه "فما أكل أبو جحيفة ملء بطنه حتى فارق الدنيا ؛ كان إذا تغدى لا يتعشى وإذا تعشى لا يتغدى".

    ولهذا قال الحافظ بن رجب عن هذا الحديث أنه أصل عظيم جامع لأصول الطب كلها. وقال القرطبى:"لو سمع أبوقراط بهذه القسمة لعجب من هذه الحكمة. وقال بشر بن الحارث:"ما شبعت منذ خمسين سنة وما ينبغى للرجل أن يشبع اليوم من الحلال لأنه إذا شبع من الحلال دعته نفسه إلى الحرام.
وقال الحارث:"الذى قتل البرية وأهلك السباع فى البرية إدخال الطعام على الطعام قبل الانهضام.

    وكان النبى صلى الله عليه وسلم يحب المسلم الرشيق وإذا رأى أحد أصحابه سمين فإنه يكره ذلك. وعمر بن الخطاب كان حين يرى أحد ولاته وقد اكتنز شحمًا ولحمًا يمسك جلده كأنه يستنكر عليه أنه يأكل كثيرا حتى يصل لمرحلة السمنة. أما الإمام أحمد بن حنبل فله مقولة شهيرة هى:"الناس أحوج إلى العلم منهم إلى الطعام لأن حاجتهم إلى الطعام مرة أو مرتين فى اليوم أما حاجتهم إلى العلم فبعدد أنفاسهم". وطبعا ابن حنبل لم يكن يعلم أنه سيأتى زمان على الناس يأكلون ثلاث وأربع وخمس مرات فى اليوم بل سيكون الطعام هو الشغل الشاغل لهم يضيعون فيه ساعات طوال ويتفننون فى صنعه مع هذا الشيف أو ذاك ، وتضيع المرأة ثلاثة أرباع يومها فى المطبخ إرضاءً لمعدة زوجها حيث أن أقرب طريق إلى قلب الرجل معدته. وكلمة قلب هذه تعبير مجازى فجسده يحتوى على معدة فقط .. وهو أول سؤال يسأله لعروسه:"هل تجيدين الطهى؟" ولو عاد يومًا إل المنزل ووجد الطعام لم يُجَهَّز بعد يعلن الحرب العالمية الثالثة على زوجته.
    وقد كان أحد الفقهاء يطلب من زوجته أن تطحن له الطعام ليسفه حتى لا يضيع وقته فى الأكل ويتفرغ للعلم. وكان الفقهاء قديمًا لا يقبلون شهادة الذى يأكل فى الشارع فهو عندهم سفيه لأنه لا طاقة له بتحمل الجوع والصبر عليه حتى يصل إلى بيته.. آه لو جاءوا اليوم ورأوا كل الناس تأكل فى الشارع فماذا كانوا سيقولون؟ وآه لو رأوا المطاعم والكافيتريات والمقاهى التى يكتظ بها الشارع!! وآه لو رأوا كم الكتب الهائل عن كيفية الطبخ وأنها الكتب الأكثر مبيعًا فى العالم العربى بل ربما العرب لا يقرأون غيرها..ويكفى أن الفقهاء جعلوا السمنة من عيوب النكاح.
 
    فالشبع المفرط مكروه تنزيها وقيل أنه حرام للآثار الواردة فيه ، ولأن كثرة الأكل شؤم وأنه ينبغى النفور عمن عُرِف بذلك واشتهر به واتخذه عادة. روى مسلم عن نافع قال: رأى ابن عمر رضى الله عنهما مسكينا فجعل يضع بين يديه ويضع بين يديه فجعل يأكل كثيرًا فقال:"لا يدخلن هذا على فإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"المؤمن يأكل فى معى واحد والكافر يأكل فى سبعة أمعاء". وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال:"أضاف رسول الله صلى الله عليه وسلم ضيفا كافرًا فأمر له رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة فشرب حلابها ثم أخرى فشرب حلابها حتى شرب حلاب سبع شياة ثم إنه أصبح فأسلم فأمر له رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة فشرب حلابها ثم أخرى فلم يستتمه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن المؤمن يشرب فى معى واحد وإن الكافر يشرب فى سبعة أمعاء" رواه مسلم.  وقال عمر ـ رضي الله عنه: "إياكم والبطنة ، فإنها مفسدة للجسم ، مورثة للسقم ، مكسلة عن الصلاة ، وعليكم والقصد فإنه أصلح للجسد ، وأبعد عن السرف ، وإن الله تعالى ليبغض الحبر السمين .رواه أبو نعيم. واعلم أن الشبع بدعة ظهرت بعد القرن الأول ، ولا تدخل الحكمة معدة ملئت طعامًا ، فمن قل طعامه قل شربه ، ومن قل شربه خف منامه ، ومن خف منامه ظهرت بركة عمره ، ومن امتلأ بطنه كثر شربه ، ومن كثر شربه ثقل نومه ، ومن ثقل نومه محقت بركة عمره ، فإذا اكتفى بدون الشبع حَسُنَ- اغتذاء بدنه ، وصلح حال نفسه وقلبه. ومن تملى من الطعام ساء غذاء بدنه، وَأَشِرَت نَفْسُه وقسا قلبه ، فإياكم وفضول المطعم فإنه يَسِمُ القلب بالقسوة ، ويبطئ بالجوارح عن الطاعة ، ويصم الأذن عن سماع الموعظة لذلك فإنه يسن الأكل جالسًا فوق الرجل اليسرى وينصب اليمنى ومسندًا البطن إلى الفخذ الأيمن .. قال ابن القيم فى حكمة تلك الهيئة فى الجلوس إلى الطعام: لئلا يحصل الامتلاء المنهى عنه فإن الإنسان بإسناده فخذه لبطنه لا يحصل تمام الامتلاء لعدم افتراش البطن .. بل إن الحيوان لا يأكل أبدًا وهو شبعان . ويقول المثل الألمانى اترك عشاك لعدوك.
   حتى فى رمضان يستقبل الناس الشهر الكريم بالمأكولات ويعوضون كل ما فاتهم أثناء الصيام.


نرمين كحيلة