الخميس، 29 مارس 2012

حرمان المحبة

جاءها ولدها الصغير ذو الثلاث سنوات وفى يده حلوى وقبل أن يضعها فى فمه اختطفتها أمه بسرعة فبكى الطفل بكاءً حارًا فسألتها:لماذا تحرمينه من أحب شئ إليه وهو الحلوى وتتركينه يبكى؟ فقالت:أحرمه من أجل مصلحته فهو مريض بداء السكرى والطبيب منعه من كل أصناف الحلوى.

    جاءها ولدها ذو الستة عشر ربيعا وقال لها:لا أريد الذهاب إلى المدرسة يا أمى لا أريد أن أكمل دراستى أنا أكره الدراسة والاستذكار.. نهرته أمه بشدة وقالت له:ويحك يا ولد! كيف تقول ذلك؟ ستذهب إلى المدرسة رغما عنك وستذاكر لكى يكون لك شأن فى المجتمع .. سألتها:لماذا تجبرينه على استكمال دراسته؟ قالت:حتى لا يضيع مستقبله.

    جاءها ولدها فقالت له:هل صليت العصر؟ فقال:لا ليس عندى وقت فسألتها:هل ابنك يصلى؟ قالت:أحيانا ولا أريد أن أجبره حتى لا يكره الصلاة ويكرهنى فقلت سبحان الله! تحرم ولدها من أحب شئ إليه فى سبيل مصلحته الدنيوية وتأمر ابنها بالذهاب للمدرسة رغما عنه من أجل مصلحته الدنيوية حتى لو كان فى ذلك مشقة وإنفاق أموال وتحرمه من كل متعة وفسحة أثناء الامتحانات لكن تتركه لا يصلى وتتركها لا تتحجب و....وهكذا. هل هان علينا أمر الآخرة وأصبحت الدنيا أهم بكثير من الآخرة ، لماذا نحرم أبناءنا من أجل مصلحتهم الدنيوية ولا نحرمهم من أجل مصلحتهم الأخروية؟ وعندما يتعلق الأمر بالصلاة نشفق على أولادنا ونقول دعوهم بحريتهم لا ترغموهم .. هل نحن أحن وأرحم بأولادنا من خالقهم؟ إذا كان خالقهم أمرهم بالصلاة وأوحى إلى نبيه الكريم أن يأمر الآباء بضرب أولادهم عليها فى سن العاشرة. عن عبدالله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين, واضربوهم عليها وهم أبناء عشر"). رواه أبو داود وقال الألباني: صحيح) وهو أبلغ رد على المتأثرين بالغرب الذين ينكرون الضرب مطلقاً ويقولون بأنه وسيلة فاشلة ، بل بالعكس فإن فائدة الضرب بعد طول الأمر أبلغ في الزجر.

   إلى متى نترك أولادنا أحرارا ونشفق عليهم فيما يخص أخراهم ونضربهم وننهرهم فيما يخص دنياهم؟ إذا كنا نحب أبناءنا فلنفضل الآخرة على الدنيا وقد قال تعالى:"وللآخرة خير لك من الأولى".
   
    إن مفهوم الحرمان لدينا دائما يتعلق بالقسوة والعنف والغلظة لكن حرمان الله لنا هو حرمان محبة أى لأنه يحبنا ويريد مصلحتنا يحرمنا فمثلا تحريم الخمر جاء فى صالح الإنسان للحفاظ على صحته وعقله وكذلك الحرمان من أكل لحم الخنزير وغيره من التحريمات الأخرى ، وكذلك الأمر بالنسبة للأم عندما تحرم أبناءها من شئ فإنه يكون لصالحهم.
فيا ليتنا نتعلم حرمان المحبة ونفهم فلسفته.
نرمين كحيلة



الاثنين، 19 مارس 2012

الرئيس الجديد وقضية السياحة



    لا أعرف لماذا تثار دائما قضية كيفية تعامل الرئيس الجديد مع السياحة خاصة إذا كان من التيار الإسلامى؟ ولا أعرف لماذا يتم دائما حصر دور رئيس مصر القادم على   السماح للأجانب بشرب الخمر والرقص والعرى والدعارة؟ هل الرئيس الجديد قام بحل كل المشكلات الداخلية والخارجية للبلاد ولم يتبقَ إلا الحديث فى ذلك الموضوع؟ لماذا يتصور الناس أن السائح ما أتى لمصر إلا لشرب الخمر ولبس البكينى والرقص؟ بالعكس هو لديه كل ذلك فى بلده ولكنه أتى ليشاهد الآثار والمعابد والمتاحف .. إن لى أصدقاء أجانب من كل أنحاء العالم ومن خلال خبرتى معهم ومناقشاتى العديدة فى هذا الموضوع قالوا لى أنهم يحترمون تقاليدنا وعاداتنا وبالفعل عندما استضفت إحداهن – وكانت أمريكية - فى منزلى كانت تقول لى قبل أن تخرج انظرى إلى ملابسى هل هى ضيقة أو قصيرة أنا على استعداد للبس الطويل الواسع بل وعلى استعداد لارتداء الحجاب أيضا فقلت لها: يا عزيزتى ليس الأمر إلى ذلك الحد أنتِ غير مسلمة ولا أستطيع أن ألزمكِ بالحجاب لكنى أطلب منكِ الحشمة فقط مراعاة لمشاعر الشعب المصرى ففعلت وهى راضية وسعيدة بل وقالت لى: بل سأرتدى قبعة تخفى شعرى احتراما لدينك وتقاليدك.

     أليس السائح عندما يزور مسجد محمد على بالقاهرة نلزمه بخلع حذائه قبل دخول المسجد؟ وفى بعض الأحيان أراهم يغطون شعورهم احتراما لوقار المسجد..كل ذلك لا يُغضِب السائح ولا يجعله يقسم بأغلظ الأيمان ألا يأتى مرة أخرى إلى بلادنا..بل بالعكس هو ينظر لمثل هذه الأشياء على أنها شئ جديد وطريف.

   كانت لى صديقة ألمانية قضت معى بعض الأيام واصطحبتها إلى بعض البازارات فاشترت قميصا فأهداها البائع طرحة وأخذ يلفها فوق رأسها فسعدت صديقتى بذلك أيما سعادة وأخذت تلتقط الصور لنفسها وهى بذلك المنظر وحافظت على الطرحة كأنها كنز أو تحفة حصلت عليها بل وفاجأتنى أيضا بأنها أحضرت معها طرحة فسألتها متعجبة؟ من أين حصلتِ على هذه الطرحة؟ قالت:أعطتنى إياها صديقتى التركية المسلمة وقالت ضعيها على رأسك إذا دخلتِ المسجد.
     هذا هو السائح الذى نتهمه بأنه سيفر مفزوعا ويتولى هاربا لو تم حرمانه من الخمر والعرى.
    عندما تم سن قانون فى فرنسا بأن تخلع المسلمات الحجاب قال وقتها المفتى وشيخ الأزهر أن من حق رئيس فرنسا أن يفعل ذلك وأن على المسلمات الالتزام بهذا القانون واحترام قوانين فرنسا التى يعشن فيها. فلماذا الكيل بمكيالين؟هل من حق فرنسا أن تمنع الحجاب وليس من حق مصر أن تطالب زائريها باحترام تقاليدها وعاداتها ودينها؟ هل مصر دولة صغيرة تابعة وخاضعة وذليلة؟ أليس من حق صاحب البيت أن يفرض شروطه على الضيف من الالتزام بآداب الضيافة؟
لقد حدث موقفا مشابها أيام النبى صلى الله عليه وسلم..هذا الحدث من قلب التاريخ المضيء لهذه الأمة قبل أربعة عشر قرناً.. إذ نزل القرآن عليهم بآياته "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" فأبردت على الفور الصدور الوجلة من عيلة ( افتقار) دولتهم الناشئة بسبب منعهم خصومهم من الاقتراب من المسجد الحرام وما ترتب عليه من فقدانهم لمزية التبادل التجاري معهم في موسم الحج.
     وَذَلِكَ لَمَّا نزلت : إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا (التوبة: 28 ) خاف أهل مكة أن تنقطع عنهم الميرة والتجارة ، فأنزل الله عَزَّ وَجَلَّ : وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً (يعني فقرًا.) (التوبة : 28) فذكروا أن تَبَالة وجُرش أخصبتا ، فأغناهم الله بِهما وأطعمهم من جوع وآمنهم من خوف.
    يقول تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ } باللّه الذين عبدوا معه غيره { نَجَسٌ } أي: خبثاء في عقائدهم وأعمالهم، وأي نجاسة أبلغ ممن كان يعبد مع اللّه آلهة لا تنفع ولا تضر، ولا تغني عنه شيئا؟". وأعمالهم ما بين محاربة للّه، وصد عن سبيل اللّه ونصر للباطل، ورد للحق، وعمل بالفساد في الأرض لا في الصلاح، فعليكم أن تطهروا أشرف البيوت وأطهرها عنهم.
{ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا } وهو سنة تسع من الهجرة، حين حج بالناس أبو بكر الصديق، وبعث النبي صلى الله عليه وسلم ابن عمه عليا، أن يؤذن يوم الحج الأكبر بـ { براءة } فنادى أن لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان.
وليس المراد هنا، نجاسة البدن، فإن الكافر كغيره طاهر البدن، بدليل أن اللّه تعالى أباح وطء الكتابية ومباشرتها، ولم يأمر بغسل ما أصاب  منها. وإنما المراد كما تقدم نجاستهم المعنوية، بالشرك، فكما أن التوحيد والإيمان، طهارة، فالشرك نجاسة.
وقوله: { وَإِنْ خِفْتُمْ } أيها المسلمون { عَيْلَةً } أي: فقرا وحاجة، من منع المشركين من قربان المسجد الحرام، بأن تنقطع الأسباب التي بينكم وبينهم من الأمور الدنيوية، { فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ } فليس الرزق مقصورا على باب واحد، ومحل واحد، بل لا ينغلق باب إلا وفتح غيره أبواب كثيرة، فإن فضل اللّه واسع، وجوده عظيم، خصوصا لمن ترك شيئا لوجهه الكريم، فإن اللّه أكرم الأكرمين.

وقد أنجز اللّه وعده، فإن اللّه قد أغنى المسلمين من فضله، وبسط لهم من الأرزاق ما كانوا به من أكبر الأغنياء والملوك.

    قال الجبرتى – المؤرخ المعروف – أن من بين أسباب كراهية الشعب المصرى للحملة الفرنسية أنهم لم يراعوا مشاعر المصريين وأخذوا يشربون الخمر فى الشارع ويرقصون مع النساء ويدخلون الأزهر بخيولهم ، ووصف ذلك بأنه شيئا كريها لم يعتده المصريون الذين عرفوا بالحياء..فما أحوجنا إلى الجبرتى اليوم!!
نرمين كحيلة

إلف المعصية



قال تعالى:" لإيلاف قريش إِلافهم رحلة الشتاء والصيف "(لإيلاف قريش إِلافهم): الإيلاف هو: الاعتياد ، والمعنى : من أجل تسهيل الله على قريش وتيسيره لهم ما كانوا يألفونه من الرحلة فى الشتاء إلى اليمن وفى الصيف إلى الشام.
   كيف تألف معصية؟ الإجابة ببساطة أنه فى بداية أية معصية تكون مستنكرة أما لو تم السكوت عنيها فسوف تصبح شيئا فشيئا وبالتدريج وبمرور الوقت مألوفة وعادية وطبيعية ثم بعد ذلك لو أنكرها أحد لاتهمه الناس بالتخلف والجنون ومثالنا على ذلك إيلاف قوم شعيب لمعصية بخس الناس أشيائهم وتطفيف الميزان قال الله تعالى مخبراً عن قول نبيه شعيب عليه السلام: "وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ"(هود: من الآية85)، يقول الأستاذ الدكتور:"ناصر العمر"المعنى إلى هنا مكتمل ، فلقد نهاهم النبي الكريم عن التطفيف في المكيال والميزان، وهو داء انتشر في ذلك المجتمع ، ولكنه عليه السلام لم يقف على أمر الكيل فقط فالتطفيف أعم وأشمل من مجرد انتقاص الناس أقواتهم ، إنه داء قد يوجد في كل جوانب الحياة ، ولذا عم بعد تخصيص فقال: "وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ" (هود: 85) لا تبخسوا من يستحق الاحترام ما يليق به ، لا تبخسوا من يستحق منصباً ما يجب له ، عند الحكم عليه ، أو عند تقييم جهوده ، أو عند ذكر مناقبه وتجاربه ، لا تبخسوا الناس أشياءهم معنوية كانت أو حسية..قال له قومه:"يا شعيب أصلواتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل فى أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد" يعنى قومه تعجبوا مما يقول لأن المعصية بالنسبة لهم أصبحت مألوفة وعادية وغير مستهجنة بل وأصبح الغريب المستهجن هو القيم والمبادئ التى ينادى بها شعيب عليه السلام..فقالوا له:"إنك لأنت الحليم الرشيد"أى ماذا جرى لك ولعقلك لقد كنا نظنك حليما رشيدا عاقلا وكنا نحترم عقلك .. انظروا! لقد أصبح من ينادى بالفضيلة مجنونا أحمق ، ولذلك كانت مهمة الأنبياء فى كل زمان ومكان إعادة الناس لمفهوم العيب والحرام والخطأ بعد أن اعتادوا عليه ولم يعد خطأً.

   وهذا ما نجده فى إيلاف قوم لوط لمعصية الشذوذ التى استشرت فيهم "ولوطا إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين  ( 28 ) أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون في ناديكم المنكر فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين  قال رب انصرني على القوم المفسدين (العنكبوت  28،29) ولما نهاهم سيدنا لوط عليه السلام عما يفعلون ثاروا ضده وطالبوا بإخراجه من مدينتهم وقالوا:" أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أُناس يتطهرون"(النمل:56)
لعل الكثير من الشعوب المسلمة عندما تقرأ هذه الآية الكريمة لتتعجب كيف أن أهل بلدة يأمرون بخروج أهل التقوى والصلاح الطاهرين من بلدتهم لمجرد أنهم أُناس طاهرون يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكرات وليس أي منكر بل هو منكر واضح شاذ لا يفعله إلا المرضى الشواذ .يعنى المعصية والرذيلة بمرور الوقت أصبحت هى العادة أما الفضيلة فقد أصبحت هى الشئ المستغرب.

    وأيضا عبادة الأصنام كانت شيئا مستهجنا فى البداية لكن بمرور الوقت ألفها الناس حتى تعجبوا لمن ينهاهم عنها من الأنبياء.

   ولنعود بالذاكرة إلى وقت قريب كانت فيه الفاحشة مستهجنة ومكروهة فى أوروبا وأمريكا لدرجة أنه نشأت جماعات لمقاومة الزنا وغيره من المنكرات ولكن بمرور الوقت أصبح الزنا واتخاذ الخليلات شيئا عاديا طبيعيا بل أصبح يتهم من ليس له خليلة بأنه غير طبيعى.
يقول الشيخ أبو إسحق الحوينى أنه أثناء رحلته إلى أمريكا كان يقف فى طابور طويل لتخليص بعض الأوراق فوجد رجلا يقبل امرأة فامتعض وجهه لما يرى فقال له أحد الواقفين:هل ضايقك هذا المنظر؟ فقال الحوينى:طبعا ضايقنى جدا لأنى أغار على محارم الله فرد عليه الرجل وقال:"يا سيدى كنا فى بداية مجيئنا إلى هنا يتمعر وجهنا مثلك لهذه المشاهد لكن بمرور الوقت تعودنا."

     كذلك الأمر فى التمثيل عندما نشأ لأول مرة كان الناس يرفضونه ويمنعون بناتهم وأبناءهم من امتهانه نظرا لما يحتويه من مشاهد إباحية لا يقبلها دين ولا عُرف ولا تقاليد لكن بمرور الوقت قبله الناس وسلموا به وأصبح هناك معهدا للتمثيل يدرس فيه ومهرجانات لتكريم الممثلين..ولو جاء أحد الأن وأنكر ما يفعله الممثلون لاتهموه بالتخلف والجهل ومعاداة الفن والإبداع..نفس الفكر ونفس المنطق الذى تكلم به آل لوط وآل شعيب وغيرهم.

   إن أول شخص ابتدع فكرة التمثيل له وزرها ووزر كل من عمل بها وهى له سيئة جارية ، فكيف نتصور أن رجل يدعى أن امرأة ما أخته فى التمثيل أو زوجته أو أمه أو ابنته ثم يتصرف على هذا الأساس؟ وحتى لو تم حذف مشاهد القبلات من الأفلام فإن هناك مخالفات شرعية أخرى مثل أن ينظر الرجل إلى المرأة نظرة تفحص وهى تقف أمامه متعطرة متزينة فهذا فى حد ذاته ضد غض البصر الذى أوصى به الإسلام يقول الشيخ وجدى غنيم: "إن الممثلين يزنى بعضهم ببعض تحت اسم التمثيل..ولو أفتى أحد الشيوخ بأن التمثيل حلال نقول له:فلتجعل زوجتك تمثل والمشهد أنها زوجة تنام مع زوجها فى فراش واحد." .. والغريب القول الشاذ للمثل محمود الجندى حيث يقول أن دليل أن التمثيل حلال بل مستحب فى الشريعة هو أن جبريل عليه السلام جاء لمحمد صلى الله عليه وسلم متخذا شكل دحية الكلبى وأخذ يعلمه أمور دينه (الحديث المشهور) فهو يستند إلى هذا الحديث فى أن التمثيل مستحب شرعا فهل هذا يعقل؟ أريد أن أسأله: هل جبريل عليه السلام كان يقف أمام امرأة ينظر إليها ويمسك يدها وينام معها فى الفراش كما يفعل الممثلون؟ كيف تجرؤ على تشبيه ملاك بهذا التشبيه القبيح؟ هذه كلمة حق يراد بها باطل.. ولكنه الشيطان الذى يزين للإنسان سوء عمله فيصبح التمثيل فن والعرى تحضر وشرب الخمر تقدم...إلخ.

    وأحب أن أسأل هؤلاء الممثلين الذين يسمون أنفسهم فنانين:هب أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يحيا بيننا الآن وعرضت عليه هذه الأفلام هل كان سيوافق عليها ويباركها؟ والغريب فى الأمر أن بعض الراقصات تقول بتجرؤ على الله أن الله وفقنى فى هذه الرقصة ووفقنى فى هذه القبلة التى فى الفيلم.. كما كان العصاة السابقون يقولون:الله أمرنا بهذه المعصية. "وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء ... "(الأعراف:28)
وقد قرأت ذات يوم فى إحدى المجلات مقالا عن الممثلة مديحة يسرى عنوانه:"ثلاث قبلات جعلت مديحة يسرى تتزوج" يعنى مديحة قامت بتمثيل ثلاث أفلام وفى كل مرة تقبل فيها بطل الفيلم تتزوجه بعد انتهاء الفيلم..وانظروا إلى المسمى العجيب للمثل يطلقون عليه بطل.
فاللهم بغض إلينا المعصية وأرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.
نرمين كحيلة
  

الأحد، 11 مارس 2012

سوريا وبشار ومعنى الإنكار

    إن الشريعة الإسلامية وضعت ثلاث وسائل لمقاومة الشر والفساد في المجتمع، وهي: إما مقاومته وتنحيته باليد، أوباللسان، أو بالقلب ، فقد روى مسلم وغيره عن أبي سعيد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطيع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان"
وهي على التريب في الوجوب وفقا لاستطاعة كل شخص .. وأعلاها مرتبة التغيير العملي، لمن توافرت لديه وسائل القدرة على ذلك.. وهي أعلى درجات المسؤولية الاجتماعية!
يلي هذه المرتبة التغيير باللسان.. وتلك مهمة الذين يملكون أدوات البيان مثل الكتاب والصحفيين والإعلاميين!
وآخر الوسائل وأدناها التغيير بالقلب!
والإنكار بوسائله الثلاثة فرض عين على كل مسلم لأن زمن الأنبياء انتهى ومن ثم فقد أصبح الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر واجب ومسؤولية المسلمين جميعا.

يقول الدكتور "سعد المرصفى" – أستاذ الحديث وعلومه -
هناك خطأً شائعًا في فهم معنى التغيير بالقلب ، فإن كثيراً من الناس يعتبرون أن التغيير بالقلب هو أن تكره الشر فيما بينك وبين نفسك ، ولا ترضى عنه بقلبك ، دون أن يبدو عليك أدنى أثر للكراهية وعدم الرضا!
والواقع أن هذا الفهم تحريف لمعاني الكلمات في اللغة العربية ، وتحريف لمقاصد الشريعة الإسلامية!
أما أنه تحريف للمعنى في اللغة العربية، فلأن الإنكار بالقلب المجرد عن كل مظهر إيجابي أو سلبي لهذا الإنكار لا يسمى تغييراً للمنكر، بل يسمى إقراراً سكوتياً للمنكر، وتشجيعاً عليه!
وأما أنه تحريف لمقاصد الشريعة، فلأن الكراهية للمنكر، مع بقاء المعاملة لصاحبه، على وجه البشاشة والمجاملة المعتادة، ومع المحافظة على تحيته وتكريمه، فهذا هو صريح النفاق.
   والحق أن المقصود من التغيير بالقلب ، الذي هو أضعف درجات الايمان، هو ما نسميه بالمقاومة السلبية الأدبية، عند العجز عن التغيير بالوسائل الإيجابية باليد واللسان!
هذه المقاومة السلبية ليس معناها الشتم أو الإهانة أو استعمال العنف الذي يحظره الأدب أو القانون، ولكنها موقف متحفظ ، يشعر فيه المسيء والمجرم بأنه كم مهمل ، منبوذ من المجتمع ، وأنه محروم من التكريم والتعظيم الذي كان قد تعوده.. يشعره باستياء الآخرين من سلوكه!ويشعره أخيراً بأنه في وحشة وعزلة بسبب هجران الآخرين له، ومقاطعتهم إياه!
هل تعرفون سبب اللعنة التي نزلت على بني إسرائيل؟!
ذلك، أنهم كانوا قد فقدوا الغيرة على حرمات الله، ولا يتناهون عن منكر فعلوه!
يقول تعالى:"لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانو يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون" (المائدة: 78-79 (

وكراهية المنكر بالقلب دون أقل مظهر ايجابي أو سلبي ليس مقبولاً عند الله، بل يعد مشاركة في المنكر والاثم، واليكم الدليل، قال تعالى:"وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فاعرض عنهم حتي يخوضوا في حديث غيره وأما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين"! ( الأنعام: 68(
وقال جل شأنه تذكيراً بهذا الواجب وتأكيداً له "قد نزل عليكم في الكتاب أن اذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم ان الله جامع المنافقين والكافرين في جنهم جميعاً"! ( النساء: 140)
   فانظروا إلى قوله إنكم اذا مثلهم ؟   فقد جعل الساكت على الكفر هو والكافر سواء!
والساكت على الاستهزاء هو والمستهزئ سواء!
وانظروا كيف جعل أقل ما يخرج به المرء من المشاركة في هذا الآثام وهو أن يعرض عن صاحبها، ويهجر مجلسه!
فكيف يكون الساكت على الظلم ظالماً، والساكت على الغيبة مغتاباً، والساكت على قول الزور مزوراً، والساكت عن السرقة لصاً ثانياً، والساكت على أية جريمة شريكاً فيها، وهكذا!
ولا مخرج لنا من الاثم في السكوت عنها إلا بعمل ما، وأقله هذا العمل السلبي، وهو المهاجرة لاصحابها!
هذا هو أضعف الايمان!
أما الذي يكتفي بإغماض عينيه، ويستمر في معاملته العادية للآثم على ما كان عليه، فلا شك أن هذا هو النفاق بعينه، ولذلك صرح في الحديث بأنه ليس وراء هذه المرتبة مثقال حبة خردل من الإيمان
وفي رواية أن الله أمر جبريل أن يخسف قرية في الأرض فقال: يا رب إن فيها عبدك فلان الذي ما زال قائمًا يصلي فقال له:فبه فابدأ قال جبريل: كيف يا رب فقال: ‘لأنه لم يتمعر وجهه من أجلي": أي لم ينفعل من أجلي ولم يغضب من أجلي.

قال الشيخ الشعراوى رحمه الله فى تفسير الإنكار بالقلب لو افترضنا مثلا أن هناك شخصا يفطر فى نهار رمضان بدون عذر وذهب ذلك الشخص ليشترى طعامًا فيحرم على البائع أن يبيع له لأنه بذلك يشجعه على معصيته وهى الفطر فى نهار رمضان وكذلك يجب على كل جيرانه وأصدقائه مقاطعته ومعاملته معاملة سيئة حتى يشعر بخطئه ويرتدع ، وكذلك فإن من يبيع أثناء صلاة الجمعة ولا يذهب للصلاة فإنه يحرم على الناس أن تشترى منه لأنها بذلك تشجعه على  ترك الصلاة.

    قال النبى صلى الله عليه وسلم:"لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه ،ثم تدعونه فلا يستجاب لكم"
   كذلك - أيضًا- ثبت في مسند الإمام أحمد قول النبي: إن الناس إذا رأوا المنكر ولم يغيروه، أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده وفي هذا أحاديث كثيرة يشد بعضها بعضا، يقول الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي فالواجب على المسلمين أن يتآمروا بالمعروف، وأن يتناهوا عن المنكر، كل واحد ينكر المنكر، لكن بما يستطيع، إذا كان يستطيع تغيير المنكر باليد، لكان صوابًا، أمير أو شيخ قبيلة أو رجل في بيته يغيِّر باليد، إذا كان لا يستطيع ينكر باللسان باللين والرفق. وإذا عجز عن قول اللسان وترتب على هذا مفسدة أنكر بالقلب، لكن الإنكار بالقلب معناه أن يظهر علامة الإنكار على وجهه، تقطيب الجبين وتعبيس الوجه، ثم -أيضًا- يفارق المنكر ولا يجلس معه، وأما من جلس معهم ويزعم أنه ينكر بالقلب، فليس بصادق.. فالإنسان إذا جلس مع أهل المنكر حكمه حكمهم، من جلس مع من يشرب الخمر إذا كان يستطيع الخروج، إذا كان يستطيع القيام، لا بد أن يقوم، إذا دعي الإنسان إلى وليمة وفيها منكر ينكر، المنكر إن زال وإلا ينصرف ويكون هذا عذرا له.

   وفى حديث السفينة عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروراً على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا ، فإذا تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً ، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً» [رواه البخاري] وفي لفظ «مثل المدهن»: أي المحابي والمداهن، والمراد به من يضيع الحقوق ولا يغير المنكر.وفي لفظ للبخاري «فكان الذي في أسفلها يمر بالماء على الذين في أعلاها فتأذوا به فأخذوا فأساً فجعل ينقر أسفل السفينة فأتوه فقالوا: مالك؟ قال: تأذيتم بي ولا بد لي من الماء، فإن أخذوا على يديه أنجوه ونجوا أنفسهم وإن تركوه أهلكوه وأهلكوا أنفسهم»
    يشبه النبي صلى الله عليه وسلم المجتمع بأفراده بأناس ركبوا سفينة فاقتسموا الأمكنة فيها فصار نصيب بعضهم أعلاها ونصيب آخرين أسفلها. فالسفينة هي: ( المجتمع - القرية – البلدة ) والناس فيه قسمان بالنسبة لما نهى الله عنه وحرمه:الأول: قائم في حدود الله أي منكر لها حريص على منعها وإزالتها وتطهير المجتمع منها.
والآخر واقع ومنغمس فيها، فإن لم يكن كذلك فهو مداهن فيها راضِ بانتشارها أو ساكت على الفاعلين فلا يغير ولا يطهر.وإن السفينة لن تصل إلى بر الأمان إلا بمنع من يقوم بنقرها وتخريبها وتعطيل سيرها، وكذلك المجتمع لن يحافظ على أمته واستقراره وتقدمه إلا بتشجيع المصلحين والأخذ علي أيدي المخربين والمفسدين.


   إن المسلم عبد لله في جميع تصرفاته وفي كل أموره وإنه يسير وفق المنهج المحدد من قبل الشرع ميزانه (أفعل ولا تفعل) فلا يجوز له أن يخالف شرع الله بحجة أنه (حر). - لكن مفهومها عند أغلب المسلمين اليوم علي خلاف ذلك، فهم يفهمون الحرية الشخصية إنك تفعل ما تشاء متى تشاء كيف تشاء ولو كان هذا الفعل يخالف الدين وتعاليمه، فالحرية عندهم مطلقة ولا يجوز تقييدها بضوابط شرعية!!

    فهذا الذي أخذ فأسه وأراد أن يخرق في نصيبه خرقاً ليأخذ الماء من مكان قريب منه، لو زعم أنه حُرٌ في ما يفعل وفرضنا أن الذين معه أقروه على ذلك ولم يمنعوه وهم يعملون عاقبة فعلته هذه فماذا نسميهم يا ترى! يسمون (مجانين) لأنهم آثروا الحرية الشخصية المزعومة المكذوبة لفرد واحد على أرواحهم وأنفسهم بل كان الواجب عليهم أن يمنعوه ويبينوا له خطورة فعله على جميع من في السفينة، فالحرية الشخصية يجب أن تكون مقيدة بقيود شرعية لحماية المجتمع بأسره.وأننا لو فتحنا هذا المفهوم على مصراعيه لزنى الزاني باسم الحرية الشخصية ولخرجت النساء كاسيات عاريات باسم الحرية الشخصية ويتكلم الرويبضة في دين الله تعالى فيحلل ويحرم باسم الحرية الشخصية فماذا ستكون النتيجة يا ترى؟ النتيجة ستكون مجتمعاً منحلاً منحرفاً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً. ولذلك حرص النبي صلى الله عليه وسلم على توضيح المفهوم والحد من الحريات التي تخالف الدين وذلك حين جاءه رجل ليسلم ولكنه اشترط أن يرخص له في الزنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم له: « أترضاه لأمك.. فقال الرجل: لا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وكذلك الناس لا يرضونه لأمهاتهم!! فللحرية إذًا قيود شرعية وضوابط مرعية يجب الانتباه لها والتزامها، فلو كان شخص حرا فيما يفعل لما بقي لنا دين حفظ لنا ولا بقيت لنا هيبة.

ذات مرة رأيت فتاة وشاب يمارسان الرذيلة فى الشارع فنصحتهما فقالا لى أنهما أحرار فقلت لهما أن المجتمع كله له الحق فى منعهما لأن نتائج ما يفعلانه ستنعكس على المجتمع وبالتالى فحريتهما مقيدة.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي هم أعز ممن يعملها ثم لا يغيرون ذلك إلا عمهم الله بعقاب منه") رواه أبو داود(.
   نعم إذا ظهرت المعاصي وسكت الصالحون مع قدرتهم على التغيير ولم يغيروا نزل العقاب من الله تعالى وعم الجميع ثم يبعثون على نياتهم، وإنما عم العقاب الصالح والطالح لأن الساكت بمنزلة الراضي والراضي والفاعل بمنزله واحدة. ومن الأدلة على ذلكقول زينب رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم حين حذر من الشر الذي سيصيب الأمة:"أنهلك وفينا الصالحون"؟! قال: نعم إذا كثر الخبث") رواه البخاري).

    نعم إذا كثر الخبث والصالحون لم يكونوا مصلحين واقتصروا صلاحهم عليهم فقط ، إذا لم يغيرا ولم يقوموا بواجب الأمر والنهي كان ذلك أيذنا بنزول العقاب عليهم وهذا ما دل عليه قوله تعالى:"وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ"} هود:117] ولم يقل (صالحون) إذا لابد من الانتقال من مرحلة الصلاح إلى مرحلة الإصلاح ليرتفع عن الأمة العقاب.

    قال تعالى:"وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم" . قال ابن وهب : قال مالك : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في غزوة تبوك حين طابت الثمار ، وبرد الظلال ، وخرج في حر شديد ، وهي العسرة التي افتضح فيها الناس . هؤلاء الثلاثة هم : كعب بن مالك ، ومرارة بن الربيع ، وهلال بن أمية .

    فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه هجروا كعبا وصاحبيه ، ولم يعتذروا للنبي صلى الله عليه وسلم واعتذر غيرهم .
قال : فأقام كعب وصاحباه لم يكلمهم أحد ، وكان كعب يدخل على الرجل في الحائط ، فيقول له : أناشدك الله ، أتعلم أني أحب الله ورسوله ؟ فيقول : الله ورسوله أعلم .
أى أن النبى صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه أن يقاطعوا هؤلاء الثلاثة عقابا لهم وأمر زوجاتهم وخدمهم وأسرهم أن يهجروهم حتى ندموا وتابوا ورجعوا إلى الحق فعفا الله عنهم.
   وقياسا على ذلك فإنه أصبح واجب الدول الإسلامية مقاطعة بشار حتى يرتدع فلا يتعاملون معه ويسحبون سفرائهم لديه ولا يعترفون به كرئيس فقد ارتكب جرائم كثيرة فى حق شعبه الأعزل..وهذا أضعف الإيمان وعلي جميع حكام المسلمين أن يستعملوا كل وسائل الإنكار الثلاثة معه وإلا أصبحوا شركاء له فى الجريمة..إن لى أصدقاء سوريين أعتز بهم وإن الشعب السورى من أرقى الشعوب التى عرفتها وقد قالت لى صديقتى السورية:"ادع الله لنا أن ينصرنا وأن تنجح ثورتنا كما نجحت ثورتكم" فقلت :"والله إنى أدعو الله لكم فى صلاتى وكل قلوب الشعب المصرى معكم وسينصركم الله ويكفى أن دعاءكم ونداءكم مالنا غيرك يا الله".

نرمين كحيلة