الخميس، 11 يونيو 2015

لعنة الأحفاد


بعد مرور آلاف السنين تبين أننا لا نستحق حضارة أجدادنا فقد بعنا آثارهم وأهنا مومياواتهم ولم نكن على مستوى المسؤولية التى ألقوها على عاتقنا ، يحق لأجدادنا قدماء المصريين ان يتبرؤوا منا نحن أحفادهم الذين جلبنا لهم اللعنة ومرمغنا رؤوسهم فى التراب ، ولاحقهم عارنا ، فلو يعلم أسلافنا أن مومياواتهم سوف يتاجر بها خلفهم وأنها سوف تضيع فى الترع والمصارف ما دفنوها أصلا فى مصر ولا حافظوا على مومياواتهم بالتحنيط ، بالتأكيد أخطأ المصرى القديم حين أوصى ابنه المسافر بأنه لا بد أن يعود لبلده ليدفن فى ترابها ليدخل الجنة لأن – من وجهة نظرهم – باب الجنة ليس موجودا إلا فى مصر وأن من يدفن خارجها فلن يدخل الجنة .. بالتأكيد لو كانوا مايزالون يعيشون بيننا الآن فلسوف تتغير وجهة نظرهم وسوف يوصى الأب ابنه بأنه لابد أن يدفن خارج مصر لأن الجحيم أصبحت بوابته فى مصر وإن من يموت لا يأمن من نبش قبره وتعرض جثته للنهب والسرقة ونقل الأعضاء ، لأن الحضارة المصرية التى قامت على الأخلاق لم يبقَ من مُثلِها وقِيَمها شئ .. وحق لنا أن نقول أن لعنة الفراعنة انتهت لتحل محلها لعنة الأحفاد الذين ضيعوا كل شئ:الحضارة والتاريخ والأخلاق .. نهر النيل الذى تركوه لنا نظيفا طاهرا لوثناه ، الآثار التى خلفوها لنا بعناها من أجل حفنة دولارات وللأسف حاميها حراميها ، فزاهى حواس الذى من المفترض أنه راعى وحامى للآثار هومن يتاجر فيها بالتعاون مع شرطة الآثار.. الثروات التى حافظوا لنا عليها بددناها ، لم يبق من تراثهم الذى نفتخر به شئ وحق لنا اليوم أن نقول:آسفين يا أجدادنا ضيعنا تاريخكم وتراثكم وسمعتكم ولم نكن على قدر المسؤولية ، نحن لا نستحق أن ننتسب إليكم ولا أن نكون أحفادكم وكما قال سيد درويش :
عد لى مجدى اللى ضيعته بإيديك
شوف جدودك فى قبورهم ليل نهار
من جمودككلعظمة بتستجار
فين آثارك يا اللى دنست الآثار
دول فاتوا لك مجد وأنت فت عار