الثلاثاء، 15 مايو 2012

رئيس لكل مواطن



   يسألنى كثير من الناس من ستختارين رئيسا لمصر؟ والحقيقة كانت الإجابة عسيرة فى ظل الأوضاع التى تمر بها البلاد لكننى بعد تفكير عميق واستخارة الله سبحانه وتعالى وجدت الإجابة التى استراح لها ضميرى فسوف يسألنى الله عن صوتى لمن أعطيته لأنه أمانة وشهادة حق لا يجب كتمانها حتى لا يكون آثما قلبى. ورغم علمى أنى سأقابل بهجوم شرس من البعض إلا أننى وبكل ثقة أستطيع أن أقول أنى سأختار الدكتور محمد مرسى ، وأقول لمن يعارضنى:"يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى" (المائدة :8) يعنى لا يصح أبدا أن نتهم إنسان بأنه سئ أو نسئ معاملته لمجرد بغضنا له أو اختلافنا معه سياسا.

    يقول الدكتور:محمد راتب النابلسى: معنى لا يجرمنَّكم أي لا يحملنَّكم ، شنآن قوم ، الشنآن البغض ، على ألا تعدلوا .
الله يخاطب المؤمنين ، من هم أعداء المؤمنين التقليدين الكفارُ ، الفجارُ ، الملاحدةُ ، المنافقون .كأن الله عز وجل يقول : يا عبادي ، إذا توهمتم أنني أرضى عنكم ، إذا لم تعدلوا مع خصومكم فأنتم واهمون ، لا يرضيني إلا أن تعدلوا معهم ، ولا يقربكم إليَ إلا أن تنصفوهم ، إذا أكلتم أموالهم واعتديتم على أعراضهم بدعوى أنهم كفار ، فهذا هو عين الخطأ "  لا يحملنكم بغض قومٍ على أن تظلموهم ، "اعدلوا هو أقرب للتقوى".
يعني إذا عدلتم مع أعدائكم قربتموهم من الله.
   
   جاء شخص فاجر لسيدنا عمر وقال له: يا أمير المؤمنين أتحبني ؟ قال له : والله لا أحبك ، قال : وهل يمنعك بغضك لي من أن تعطيني حقي ، قال له : لا والله ، حقك واصلٌ إليك ، أحببتك أم كرهتك ، هذا هو الإسلام وفي آية أخرى قال:" شهداء بالقسط   ولو على أنفسكم"  (النساء : 135 )

   وبصرف النظر عن كونه مرشح الإخوان هو شخص مؤتمن ومحل ثقة واحترام ، لم يتلوث تاريخه بالفساد ولم تتلطخ يداه بالدماء مثل بعض المرشحين ، كما أنه يحترم المرأة ويكفى أنه عالم وأرى أنه يحمل كل مقومات الرئيس الناجح :العلم والدين والحنكة السياسية والتعامل مع العالم الخارجى بسبب دراسته بأمريكا يعنى رجل ذو عقلية متفتحة متنورة ولديه مشروع للنهضة ، مصر فى أمس الحاجة إليه.
   وقد حدد لنا الله عزوجل مواصفات الحاكم الناجح عندما تكلم عن طالوت وعن سبب اختياره ملكا لبنى إسرائيل رغم اعتراضهم عليه:" وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ {البقرة: 247} أي زيادة في العلم, وطولا في القامة, وقوة في البدن .
   فمعنى البسطة في اللغة : القوة ، والوفرة ، والسعة في أمر من الأمور وقد قال بعض المفسرين في معنى البسطة في الآية الكريمة هي طول الأجسام وقوتها لأن البسطة في الخلق تشمل قوة الأجسام والعقول.
وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" (البقرة:247)
    هم الذين طلبوا من نبيهم أن يبعث لهم ملكا. ورغم ذلك اعترضوا على اختيار الله "قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال". وهذه بداية التلكؤ واللجاجة. إنهم يريدون الوجاهة والغنى..
ولقد كانوا ينتمون إلى نسلين: نسل أخذ النبوة وهو نسل بنيامين، ونسل أخذ الملوكية وهو نسل لاوي بن يعقوب. فلما قال لهم: "إن الله بعث لكم طالوت ملكا"، بدأوا يبحثون عن صحيفة النسب الخاصة به فلم يجدوه منتميا لا لهذا ولا لذاك، ولذلك قالوا: ""أنى يكون له الملك علينا". وهذا يدلنا على أن الناس حين يريدون وضعا من الأوضاع لا يريدون الرجل المناسب للموقف، ولكن يريدون الرجل المناسب لنفوسهم وهواهم ، بدليل قولهم: "أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه". وهل الملك يأتي غطرسة أو كبرياء؟ ومادام طالوت رجلا من غمَّار الناس فالحق سبحانه وتعالى يريد أن يضع قاعدة مهمة عند اختيار الحاكم وهي أنك حين تريد الاختيار فإياك أن يغشك حسب أو نسب أو جاه، ولكن اختر الأصلح من أهل الخبرة والعلم لا من أهل المال . لقد تناسوا أن القضية التي طلبوها من نبيهم تحتاج إلى صفتين: رجل جسيم ورجل عليم، والله اختار لهم طالوت رجلا جسيما وعليما معا.

   ونلاحظ أن الله تعالى كرر صفة العلم فيمن يتولى أمور الناس "قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم" (يوسف:55) .

 قال يوسف عليه السلام: اجعلني على خزائن الأرض ) الخزائن : جمع خزانة ، وأراد خزائن الطعام والأموال ، والأرض : أرض مصر أي : خزائن أرضك .

إني حفيظ عليم
أي :  حفيظ للخزائن عليم بوجوه مصالحها .

فقال له الملك . ومن أحق به منك ؟ ! فولاه ذلك ، وقال له : إنك اليوم لدينا مكين ، أى: ذو مكانة ومنزلة ، أمين على الخزائن .

    وأتعجب حقا لمن يصف الدكتور مرسى بأنه استبن فقد فعلها عمر بن الخطاب رضى الله عنه وأرضاه حين ولى ستة من الصحابة ليختاروا من بينهم الخليفة فما العيب فى ذلك؟ وأما أن الإخوان هم الذين رشحوه فيحدثنا التاريخ عن موقف مشابه فقد ذهب وفد من علماء الأزهر- بقيادة عمر مكرم - إلى بيت محمد على باشا وأبلغوه بأنهم قد رشحوه لمنصب ملك مصر وألبسوه خلعة الملك.

   وأناشد كل مصرى أن ينظر بعين حيادية مجردة عن الأهواء فالدكتور مرسى مشهود له بالكفاءة فقد كان من أنشط أعضاء مجلس الشعب وصاحب أشهر استجواب عن حادثة قطار الصعيد وأدان الحكومة وخرجت الصحف الحكومية في اليوم التالي تشيد باستجوابه. وقد تم اختياره عالميا كأفضل برلماني لعام 2000-2005 من خلال أدائه البرلماني .فضلا عن أنه لم يسعَ للسلطة ولم يتكالب عليها كغيره من المرشحين. وهو حاصل على بكالوريوس الهندسة جامعة القاهرة 1975 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف ثم على الدكتوراه من جامعة في كاليفورنيا بالولايات المتحدة. يعنى معروف بالتفوق والنبوغ أى أن الله زاده بسطة فى العلم.
    وقد اختير د. مرسي عضوًا بلجنة مقاومة الصهيونية بمحافظة الشرقية ، كما اختير عضوًا بالمؤتمر الدولي للأحزاب والقوى السياسية والنقابات المهنية، وهو عضو مؤسس باللجنة المصرية لمقاومة المشروع الصهيوني. .أى أنه لن يصدر الغاز لإسرائيل ولن يرتمى فى أحضانها مثل غيره من المرشحين.

نرمين كحيلة

ليست هناك تعليقات: