ذات يوم اتصل مدير مكتب أحد وزراء الثقافة بالأستاذ العقاد ليحدد له موعدًا للقاء الوزير ، انتظره العقاد فى بيته وبعد الموعد المحدد بدقائق ، أغلق الباب وقال لسكرتيره:"إذا جاء هذا الوزير قل له أن الأستاذ خرج يتريض" ولم يخطر على بال العقاد أن الوزير سوف يلقاه فى مكتبه .. ولما قيل له أن ناشرا من الملايو عاشقا لقلمه وأدبه يريد أن يشترى حقوق نشر كتبه سوف يزوره فى بيته الساعة الخامسة مساءً انتظره العقاد حتى الخامسة وخمس دقائق عندما دق الباب وقال الزائر للأستاذ والله يا أستاذ أنا آسف فالمواصلات صعبة ثم إننى لم أعرف البيت فقال له العقاد:"نعم هذه مسألة موجبة للأسف. وتضايق الضيف ورفض العقاد أن يبيع له كتبه وحزن الضيف الذى جاءه من الملايو من هذه العبارة الخشنة التى قالها الأستاذ ولما راجعه وأخذه أحد تلامذته كان رد العقاد:"وهل تظن يا مولانا أن أقيم حفل تكريم لرجل لم يأتِ فى موعده؟ هل تظن أن رجلا يشغل العقاد عن رياضته الفكرية يستحق الترحيب به؟
وعندما كان جيمى كارتر حاكمًا لولاية "جورجيا" فى جنوب الولايات المتحدة – قبل أن يصبح رئيسًا لأمريكا عام 1976- وذات يوم ، تقابل مع أعضاء إحدى اللجان فى المطار للسفر فى مهمة عاجلة ، إلا أن أحد أعضاء اللجنة تخلف عن الحضور ، فأصدر كارتر أوامره بقيام الطائرة .. وعندما بدأت الطائرة تتحرك على ممر الطيران ، شوهد عضو اللجنة المتخلف يجرى نحو الممر ليلحق بالطائرة ، فنظر كارتر ناحيته ، ثم أصدر أوامره للطيار قائلا:"لا تتوقف .. استمر فى الإقلاع بالطائرة .. يجب أن نتعلم الالتزام بالمواعيد واحترام الوقت".
وروى أن النبى صلى الله عليه وسلم وقف ذات يوم فى انتظار رجلا أعطاه موعدا لكنه تأخر عن موعده ثلاثة أيام فقال له النبى حين رآه:"أهلكتنى يا رجل ، منذ ثلاث وأنا أنتظرك".. تذكرت ذلك وأنا أنتظر صديقتى التى تأخرت عن موعدها ثلاث ساعات ثم جاءت وهى تبتسم لى وتقول:"لماذا أنتِ غاضبة؟ أنتِ تنتظرينى فى بيتك وليس فى الشارع وليست لديكِ مشكلة" فقلت لها: يا عزيزتى: قال صلى الله عليه وسلم:"آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان". فمن صفات المؤمن الحق ألا يتأخر عن موعده حتى لا يشق على الناس الذين اقتطعوا من وقتهم ليستقبلوه..وهذا للأسف لأن الوقت عندنا مهدر لا قيمة له ورحم الله المحاسبي إذ قال: "والله وددت لو أن الوقت يُشترى بالمال، لأشتري بأموالي أوقاتا من الفارغين و الغافلين، أنفقها في سبيل الله"!
نرمين كحيلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق