الثلاثاء، 24 مايو 2011

الكورية لازم ترحل

    لى صديقة كورية طلبت منى التعرف على الإسلام فاصطحبتها إلى ندوة يلقيها أحد القساوسة المعتنقين للإسلام يحكى تجربته وقصة إسلامه ولكننا فوجئنا بعد دخولنا أن القاعة كلها رجال ولا يوجد نساء فأصابنا الذهول لكننا اتخذنا مقعدًا فى آخر الصفوف الخلفية. كانت الندوة بعنوان "لماذا أنا مسلم" وفرحت جدا لأن هذا الموضوع هو محور سؤال واهتمام صديقتى أو على الأقل سيزيل سوء الفهم فى ذهنها عن الإسلام حيث قالت لى أن المرأة مضطهدة فى المجتمع الإسلامى وقالت أن معظم الشعب الكورى لديه هذا الفهم الخاطئ عن الإسلام وشبهات أخرى كثيرة..وطلبت منها أن تكتب أسئلتها فى ورقة ثم تعرضها بعد نهاية الندوة.
   
    إلا أننى فوجئت برجل يهمس فى أذنى ويقول لى والعرق يبلله وهو فى غاية الأسف والأسى:"أنا آسف جدًا يا أختى ، الحقيقة أنتما وجودكما غير مرغوب فيه من الإخوة المسؤولين عن المكان وهم مصممين أن تكون الندوة للرجال فقط ولا بد أن تنصرفا الآن فورًا ، ولقد حاولت جاهدًا أن أقنعهم بأن يسمحوا لكما بسماع الندوة لكن دون جدوى وهناك مشكلة كبيرة بسبب هذا الموضوع ، ولقد أعددنا لكما غرفة لانتظار المحاضِر بعد انتهاء المحاضرة إذا كنتما ترغبان فى مقابلته". ولكنى شرحت لصديقتى الموقف وأخذتها وانصرفت دون أن تعرف ما هو الإسلام وما موقفه من المرأة ولكنها تيقنت بالدليل العملى أن المسلمين لا يحترمون المرأة ويعتبرونها حيوان ، هكذا قالت لى بالحرف الواحد..وأحسست أننا لو لم نخرج سيرجموننا بالحجارة كما كانوا يرجمون صباح فى الفيلم ويقولون الغازية لازم ترحل ولكنهم هذه المرة سيقولون الكورية لازم ترحل.. وكأن المكان قد تنجس بوجودنا أو أننا سنردهم إلى عبادة الأصنام أو نفتنهم فى دينهم متناسين أن النبى صلى الله عليه وسلم كان فى عهده النساء يصلين خلف الرجال فى نفس المسجد ولم يطردهن أحد بحجة أن هذا المكان مخصص للرجال..كما أن الرجال فى الحج يطوفون بالبيت الحرام جنبا إلى جنب مع النساء ويقفون معهن على جبل عرفات دون فصل الرجال عن النساء وأن ما أتوا يعتبر بدعة ليست موجودة فى الإسلام وهى منع الإختلاط طالما له ضوابطه وشروطه.
.. وسيقابل هؤلاء القوم الله يوم القيامة بذنب منع شخص من التعرف على الإسلام.


    وتذكرت على الفور موقفا مشابهًا كان قد حكاه أحد مشايخنا العقلاء حيث قال:"إن بعض المسلمين وصل بهم الغباء إلى حد تنفير الناس من دينهم مثلما فعلت الدبة بصاحبها حين قتلته بدافع الحب ، فقد قال أحد أمراء إحدى ولايات بريطانيا لشيخ مسلم أنه معجب بالإسلام وأنه ينوى أن يعتنقه هو وجميع أفراد اسرته لكن بشرط أن يستمر فى شرب الخمر لأنه لا يستطيع الاستغناء عنه فأجابه الشيخ قائلا: لا يا سيدى لا يمكن أن تكون مسلمًا وأنت تشرب الخمر فعدل الأمير عن اعتناق الإسلام. ويعقب الشيخ على تلك الواقعة بقوله: انظر ماذا كان سيحدث لو أن هذا الأمير هو وكل أفراد عائلته اعتنقوا الإسلام؟ كان هذا سغير أشياء كثيرة وسيحسن من حال المسلمين فى بريطانيا وربما تبعه أهل ولايته ومن المؤكد أنه لو كان أسلم وتغلغل الإسلام فى قلبه كان سيقلع بالتدريج عن شرب الخمر وحتى لو لم يقلع فسيكون مسلما عاصيًا وهذا أفضل كثيرا من أن يكون كافرًا ". فقد تم تحريم الخمر بالتدريج فى القرآن ولم يأتِ فجأة.

   وقلت لنفسى سرًا لو استمرت بعض العقول المتحجرة على التفكير بذلك المنطق المتخلف فلن نتقدم كمسلمين خطوة واحدة ولن ينصلح حالنا ويسود ديننا..
نرمين كحيلة

  

هناك 3 تعليقات:

رحاب صالح يقول...

للأسف ده مش مع الاجانب فقط يا اختي العزيزة
ده معانا احنا بالاكتر
ويا ما كتير شفنا وسمعنا
لدرجة اني بقيت اتخنق لما اروح المسجد من اللي بشوفه فيه برغم انه بيت ربنا وسكينه وأمان
بس للأسف اللي فيه هما اللي دنسوه بافكارهم وغبائهم
بتمني بجد اننا ننتبه لكل الاخطاء دي

Emtiaz Zourob يقول...

اختي نرمين ..

صحيح ما ذكرتيه ، فهناك الكثير من المسلمين يسيئون بدون قصد للاسلام ويشوهون صورته للاسف ..
عموما ربنا يهدي الجميع وينور بصيرتهم للدين الحق ..

سعيدة بعثوري على مدونتك وان شاء الله من المتابعين.
دمت بخير وتقبلي خالص تحيتي وتقديري.

نرمين كحيلة يقول...

أنا الأسعد يا أخت وجع البنفسج لتتبعك مدونتى ودائما تنورى المدونة وتبدى رأيك فيها وفى المقالات وشكرًا لكِ

وسعيدة بكِ يا رحاب وبتعليقك