الثلاثاء، 21 يونيو 2011

معظم عادات المجتمع المصرى أصلها إما يهودى وإما وثنى

     بعد مرور عشرات السنين على دعوة قاسم أمين لتحرير المرأة لنا أن نسأل هل تحررت المرأة فعلا؟ للأسف إن الإجابة: لا. فبالرغم من أن المرأة الآن مديرة وسفيرة ووزيرة إلا أنها مازالت تعيش فى نفس المجتمع الذكورى الذى يعطى الأولوية للرجل ويعتبرها مخلوق من الدرجة الثانية, فالقضية إذن لا يجب أن تنحصر فى كيفية جعل المرأة قاضية ومفتية فهذا لن يضيف للمرأة شيئا, بل الأهم من ذلك هو كيف نغير نظرة المجتمع للمرأة؟ فعندما خلق الله آدم وحواء لم يخلقهما متساويان فى الأدوار والوظائف بل خلقهما متساويان فى القيمة. ولقد أعطى الإسلام للمرأة الكثير من الحقوق إلا أن كثيرا من العادات والتقاليد الوثنية العقيمة تسللت إلى المجتمع المصرى سواء بحسن نية عن طريق اليهود الذين دخلوا الإسلام أو بسوء نية عن طريق اليهود الذين يتربصون بالإسلام. يقول الإمام الغزالى رحمه الله: "إن تقاليد المسلمين فى معاملة النساء لا تستند إلى كتاب ولا سنة". وسنتعرض فى هذا المقال لبعض العادات التى تسيطر على مجتمعاتنا العربية والإسلامية, والتى لا تمت بصلة إلى تعاليم الإسلام الحنيف.

نظرة المجتمع للمطلقة:
تعتبر المطلقة فى نظر المجتمع بضاعة غير رائجة يجب أن تباع فى السوق بسعر أقل من البكر وكأنها شىء مستهلك أو تالف أو مستعمل دون النظر لآدميتها، والأم تصاب بفزع حين يخبرها ابنها أنه سيتزوج مطلقة.. ويذكرنا هذا بفيلم جعلونى مجرما حيث لم ينس المجتمع لفريد شوقى (أو سلطان فى الفيلم) أنه خريج إصلاحية, وتم على إثر ذلك إلغاء السابقة الأولى حتى لا يظل شبحها يطارد مرتكبها مدى الحياة. وما أحوجنا إلى إصدار قانون يتم فيه إلغاء سابقة الزواج الأولى للمطلقة حتى لا تظل معرة فى جبينها طوال حياتها؛ فالمجتمع لا يفرق بين المطلقة والعاهرة.. كلاهما يأنف الرجل من الزواج بهما وهذا الاعتقاد بعيد تماما عن الفكر الإسلامى والعربى فالرسول صلى الله عليه وسلم كانت كل زوجاته ثيبات ما عدا السيدة عائشة رضى الله عنها، بل إن أولى زوجاته وهى السيدة خديجة رضى الله عنها كانت تكبره بخمسة عشر عاما وتزوجت قبله مرتين ولها أولاد وهو شاب يافع فى مقتبل حياته ولم يسبق له الزواج؛ فعندما عرض الفكرة على أعمامه وعماته لم يعترض أحد بحجة أنها مطلقة ولها أولاد بل بالعكس لاقى هذا الزواج ترحيبا شديدا من الجميع وكان ذلك قبل أن تأتيه النبوة يعنى قبل الإسلام، وعندما جاء الإسلام ثبَّت هذه الفكرة, فكان الصحابى يتزوج هذه ويطلقها فيتزوجها غيره دون أى حرج. إذن فمن أين جاءت هذه النظرة المتدنية للمطلقة؟ الإجابة ببساطة تكمن فى أن ذلك هو اعتقاد يهودى, فقد ورد فى سفر (التثنية إصحاح 24 فقرة 2-4): "ومتى خرجت من بيته وصارت لرجل آخر، فإن أبغضها الرجل الأخير وكتب لها كتاب طلاق ودفعه إلى يدها وأطلقها من بيته، أو إذا مات الرجل الأخير الذى اتخذها له زوجة لا يقدر زوجها الأول الذى طلقها أن يعود ليأخذها لتصير له زوجة بعد أن تنجست". وعلى هذا فالشريعة اليهودية تحرم على الرجل أن يتزوج بمطلقة متى اقترنت برجل آخر، ولا أدرى كيف يحكم على المرأة بالنجاسة لمجرد تزوجها شرعا برجل جديد بعد مطلقها الأول؟ وانتقلت فكرة نجاسة المرأة المطلقة من الفكر اليهودى إلى الفكر الإسلامى.
     وليست الشريعة المسيحية بأحسن حالا من الشريعة اليهودية فى نظرتها للمطلقة, حيث تعتبر أن زواج الرجل من مطلقة يعتبر زنا لأنه أصلا غير مسموح بالطلاق, وبالتالى إذا حصلت المرأة المسيحية على الطلاق فهى فى نظر الشريعة المسيحية مازالت متزوجة وإذا تزوجت بآخر فهى زانية؛ فقد ورد فى (إنجيل متى إصحاح 5 فقرة 32): "وأما أنا فأقول لكم إن من طلق امرأته إلا لعلة الزنا يجعلها تزنى ومن يتزوج مطلقة فإنه يزنى".

والنظرة إلى الأرملة:
وليست الأرملة بأحسن حالا من المطلقة فقد كان العرب فى العصر الجاهلى يفرضون على الأرملة حدادا يستمر عاما كاملا، تخضع خلاله لقيود قاسية مصدرها الاعتقاد بأنها تحمل شيئا غير قليل من نجاسة موت زوجها، وأنها لكى تتطهر من هذه النجاسة لابد أن تقضى مدة سنة كاملة بعيدة عن المجتمع. ونجاسة الميت موجودة فى الشريعة اليهودية أيضا؛ فهذه العادة الوثنية القبيحة انتقلت إلى المصريين فكثير من الرجال يتشاءمون من الأرملة ويهابون الزواج منها، ويرى بدو سيناء ان كل مل يتصل بزفاف الأرملة يعتبر نذير نحس وشؤم لا يليق بالكرام والأشراف من الرجال المشاركة فيه؛ فلمدة ثلاثين يوما لا يأكل الزوج شيئا من مؤونة زوجته أو يستعمل أيا من أوانيها عند تناول الطعام, وهذا ليس له أى سند شرعى فى الإسلام, فقد روى أن امرأة تزوجت أربعة من الصحابة استشهدوا جميعا فى غزوات ضد الكفار ولم يتشاءم منها أحد بل وقف رجل فى ساحة مكة يقول: "من سره أن يستشهد فى سبيل الله ويدخل الجنة فليتزوج هذه المرأة".

فضح الأنثى ليلة زفافها:
وهناك عادة قبيحة أخرى انتقلت إلى الفكر الإسلامى, فبعد انتهاء الزفاف تصعد الأم أو الخالة إلى حجرة العريس والعروس, ثم تنزل بعد قليل وبيدها منديل أبيض ملطخ بالدماء, وسط عاصفة من الزغاريد حيث تدور به على كل المدعوين والأهل والأقارب الذين وقفوا فى انتظار إثبات عفة وطهارة ابنتهم ثم يجلسون ويغنون أغنية: "قولوا لأبوها إن كان جعان يتعشى" دليل على ارتياح قلبه واطمئنانه من جهة ابنته.. هذه العادة السخيفة كانت منتشرة فى معظم قرى ونجوع مصر إلى وقت قريب, وربما ما زالت موجودة ولكن على نطاق أضيق. وهذه العادة الإسلام برىء منها تماما فهو يسمو بالعلاقة الزوجية ويجعل لها من الحرمة ما تقدر به سرا خاصا بالزوجين، لا دخل لأحد فيه مهما قربت صلته بالزوجين، أو قرابته لهما، ولذلك فإن الأدب
الإسلامى الرفيع أن يترك هذا الأمر للزوجين يعالجانه بالأسلوب الذى يتفق مع رفق الإسلام وسموه، وفى الوقت الذى يتناسب معهما. إن مثل هذه العملية كفيلة بأن تعقد نفسية الزوجة وتملأ قلبها رعبا ونفورا من الزواج وكراهية للزوج، وزهدا فى الحياة الزوجية التى تبدأ بمثل هذه الهمجية البعيدة عن تعاليم الإسلام؛ فمن الناحية الطبية يذكر الأطباء أن هذا يعد تلويثا وأحد أسباب انتشار الأمراض والميكروبات خاصة وأنه يتم بصورة غير طبيعية وإن هذا يدل على جهل شديد لأن طبيعة الفتيات تختلف من واحدة لأخرى وكثيرا ما يؤدى ذلك إلى إدانة العفيفات وتبرئة الفاجرات.
     فمن أين أتت فكرة إثبات الشرف هذه؟ لنقرأ التوراة (الإصحاح 22 من سفر التثنية فقرة 13- 17): "إذا اتخذ رجل امرأة وحين دخل عليها أبغضها ونسب إليها أسباب كلام وأشاع عنها اسما رديا وقال هذه المرأة اتخذتها ولما دنوت منها لم أجد لها عذرة. يأخذ الفتاة أبوها وأمها ويخرجان علامة عذريتها إلى شيوخ المدينة إلى الباب ويقول أبو الفتاة للشيوخ أعطيت هذا الرجل ابنتى زوجة فأبغضها. وها هو قد جعل أسباب كلام قائلا لم أجد لبنتك عذرة وهذه علامة عذرة ابنتى ويبسطان الثوب أمام شيوخ المدينة".

المرأة العاقر:
أما نظرة المجتمع للعاقر فحدث ولا حرج, إذ أن المجتمع المصرى معروف منذ أيام الفراعنة بحبه للإنجاب, والمرأة فى الريف على وجه الخصوص تستمد سبب وجودها من كونها مصدرا للنسل؛ فإذا تبين أنها غير قادرة على الإنجاب شعرت وأشعرها من حولها بأنها عديمة الفائدة، وهناك مثل شعبى يقول أن المرأة إذا لم تنجب تحرم عليها لقمتها يعنى خسارة فيها الأكل، وهذا يدل على أن اعتقاد الناس أن المرأة مهمتها الوحيدة فى الحياة هى الإنجاب ويلقون بالمسئولية كلها على كاهل الزوجة. إذ ليس من المستساغ عندهم أن ينسبوا إلى الرجل ما يشكك فى رجولته، وهذا شىء غريب على المجتمع المصرى إذ أن قدماء المصريين كانوا يحملون الرجل أيضا مسئولية عدم الإنجاب وعبر قائلهم عن ذلك فى رسالة قال فيها لثرى عقيم: "أما بعد، فما هذه الحال السيئة التى أنت فيها؟.. إنك لست رجلا, فأنت لم تعمل على تعشير زوجتك شأن عشيرتك". وتبدأ السيدات ذوات الخبرة والتجارب فى تفهيم العروسين وأهلهما أن عدم الحمل لابد أن يكون راجعا لأعمال سحرية قام بها الحاسدون وأنه يجب السعى لدى العرافين والسحرة لفك هذه الأعمال. وهناك إجراءات كثيرة ومتعددة تُنصح بها الزوجة العقيم أو التى تأخر حملها بممارستها لكى تحمل. ومن هذه الإجراءات مثلا أن تخطو فوق سلحفاة، أو فوق رأس حمار ميت، أو رأس ضبع ميت، أو تعبر سكة حديدية (من أجل أن تصيبها خضة تفك عقدتها) أو تخطو فوق نار مشتعلة سبع مرات، أو تخطو فوق جثة قتيل. وعندما يتبين للزوج أن زوجته عاقر فى أغلب الأحوال يطلقها ويلقى بها دون مأوى أو شىء تتكسب منه معيشتها كأنها منديل ورقى تم إلقائه فى سلة المهملات بعد استعماله، ولا تعطى المرأة نفس هذا الحق إذا كان زوجها عاقرا, بل يطلب المجتمع منها أن تتحمل ما بقى لها من عمرها وإلا كانت قليلة الأصل وهذا هو ما تفعله الشريعة اليهودية حيث من حق الرجل أن يطلق امرأته العاقر. وليس لها عنده أية حقوق ولا نفقة؛ بينما نرى فى سورة الطلاق أن الرجل مأمور بأن يتقى الله فى مطلقته حيث وردت خمس مرات فى السورة.
العصمة للزوجة:
أيضا نظرة المجتمع لمن بيدها العصمة على أن ذلك ينتقص من رجولة زوجها هى نظرة خاطئة تسىء إلى المرأة؛ فقد أعطى الإسلام المرأة حق تطليق نفسها من الرجل أى تفويض أو توكيل نفسها نيابة عنه فى التطليق منه. وهناك نماذج كثيرة لنساء فعلن ذلك فى صدر الإسلام وفى العصور الإسلامية التالية.. أما الشريعة اليهودية فتعتبر أن المرأة جزء من الثروة، دفع الرجل فى سبيل الحصول عليها مهرا وفى مقابله استأثر بها واصبحت ملكا خالصا له لا تستطيع أن تطلب الطلاق مطلقا.


الزانى والزانية:
ومن صور اضطهاد المرأة أيضا نظرة المجتمع إلى الزانية إلى حد قتلها فى بعض الأحيان بينما يعيش الزانى حرا طليقا يتمتع بحياته ولا يطلب أحد قتله, بل حتى لا يتم توجيه اللوم إليه, فالبنت دائما هى المخطئة وهى المسئولة, وقد فعلت جريمة نكراء, أما الولد فلا شىء عليه, ولا يصل الأمر معه إلى حد وصفه بأنه جريمة أو فاحشة, بل يكتفى المجتمع بوصف مهذب خالى من أى لوم وعتاب, فيصفون زنا الرجل بأنه شقاوة, وبعض الأسر تشجع أبناءها الذكورعلى ذلك الفعل المشين, بل ويتباهون به فى كافة المحافل بحجة أن ابنهم كبر ومن حقه أن يثبت رجولته. بينما لا تعطى البنت نفس الحق, إذن الفعل نفسه ليس مستقبحا وإنما المشكلة تكمن فى نتائجه, فما دام الولد لا يظهر عليه أية أعراض فلا يهم فليفعل ما يشاء, أما البنت فلأنها تظهر عليها أعراض الحمل فليتم إيقافها, رغم أن الله سبحانه وتعالى ساوى بين الرجل والمرأة فى هذا الأمر حيث قال فى كتابه الكريم:(الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ) (النور: 2) فهل قال الله أن عقاب الزانى يجب أن يخفف إلى نصف عقاب الزانية مثلا؟ أم هل قال أنه يجب أن تأخذنا رأفة أثناء جلد الزانى لأنه معذور أما الزانية فلا تأخذنا بها رأفة لأنها مدانة؟ أم حكم على الاثنين بنفس العقوبة لأنهما شريكان متساويان فى الجريمة؟ بل إن الرجل فى أغلب الأحيان يكون هو البادىء بغواية المرأة وتحريضها على ارتكاب تلك الجريمة, ولأن المرأة بطبعها ضعيفة أمام الكلام المعسول والحب فإنها تقع فريسة فى شباك الرجل.. حتى عندما أمر الله المؤمنين بغض البصر أمر الاثنين معا الرجل والمرأة ولم يخص المرأة بذلك, وعندما أمر بحفظ الفرج أمرهما معا مقدما بذلك الوقاية والعلاج الأمثل لتلك الجريمة. وعندما ذهب رجل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له: "ائذن لى بالزنا يا رسول الله. هل قال له الرسول: تفضل يا رجل ازنى كما شئت ما دمت رجلا أم قال له: "أترضاه لأمك؟ قال لا قال أترضاه لأختك؟ قال لا قال أترضاه لابنتك؟ قال لا. فأقنعه بالحجة والمنطق أنه طالما لا يرضى هذا الشىء لأهل بيته فكيف يرضاه لبنات الناس الذين يغارون على شرفهم أيضا؟ ولنأخذ مثلا بسيدنا يوسف عليه السلام فإنه لم يكن ملاكا بل بشرا له أحاسيس ومشاعر ورغبات فامتنع رغم كل المغريات وهذا يدل على أن الرجل غير مسموح له وغير معذور إذا فعل ذلك. فلماذا يتم إدانة الفتاة وحدها دون الفتى.
     إن أحد السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إنى أخاف الله رب العالمين. فإذا كان ذلك فى غير استطاعة الرجل ما كان الله ليطلب منه فوق طاقته ولقد قال الله فى كتابه الحكيم: (وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ).
     إذن فمن أين أتينا بهذه النظرة المتدنية للزانية دون الزانى؟ إن ذلك ناتج عن اعتقاد وثنى عرفه البابليون والآشوريون واليهود على حد سواء وهو أن الزنا من جانب الرجل ليس ممنوعا ولكن الممنوع هو زناه مع امرأة متزوجة حيث أنه يعتبر تعديا على ممتلكات الغير.
المرأة الحائض:
أما فكرة المجتمع المصرى عن المرأة الحائض فإنها منافية تماما للإسلام حيث يعتبرها العامة نجسة وما يخرج منها هو دم فاسد, وكثير من الأزواج يأنفون من زوجاتم فى تلك الفترة رغم أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يجالس السيدة عائشة ويؤاكلها ويقبلها وينام معها فى فراش واحد وهى حائض, حتى أنه كان يطلب منها أن تشرب من الإناء ثم يشرب من نفس المكان الذى لامس فمها تاكيدا لها بأنه لا يشمئز منها ولتلقين الأزواج درسا هو: لا تبتعدوا عن زوجاتكم فى تلك الفترة ولا تشعروهن أنهن منبوذات ومكروهات. وقد تسلل ذلك الاعتقاد الخاطىء من الفكر اليهودى إلى الفكر الإسلامى حيث تقول التوراة: "ولا تقترب إلى امرأة فى نجاسة طمثها.." (لاويين 22:18) وفى تلك الفترة يعتزل الزوج اليهودى زوجته ولا يأكل من يدها ولا يجالسها, وتظل فى عزلة داخل حجرتها وفى بيت آخر إن أمكن حتى تنتهى وتعود لطبيعتها..

تأخر سن الزواج:
أما نظرة المجتمع للفتاة التى تأخر زواجها فهى نظرة قاسية, فيظل المجتمع يلاحقها بالاتهامات والشائعات وتحصل على لقب رسمى يظل لصيقا لها وهو لقب عانس ويعتبرها الرجال صيدا ثمينا مثلها مثل المطلقة والأرملة بينما لا يحصل الرجل على ذلك اللقب ولا يطاله ما يطالها من لوم وتقريع, وكذلك الأمر بالنسبة للمطلق والأرمل. وهذا نجده فى الشريعة اليهودية حيث تعتبر أن الزواج فرض على كل إسرائيلى وأن الأعزب يرتكب جريمة لا تقل عن جريمة القتل لأن عدم الزواج سبيل لإطفاء نور الرب. كما تعتبر اليهودية أن من يمتنع عن الزواج يأثم ويجعل الله يبتعد عن إسرائيل وأن الذى يعيش دون زواج حتى سن العشرين يكون ملعونا من الرب. أما فى الإسلام فالزواج سنة وليس فرضا وهو مستحب وليس إجباريا.

تفضيل الولد على البنت فى الإنجاب:
ومن بين اضطهاد المجتمع المصرى للمرأة تفضيل الولد على البنت وهذا يتضح جليا فى الأمثال الشعبية: "لما قالوا ده ولد انشد ظهرى وانسند، لما قالوا دى بنية انهدت الحيطة على". وأن الذى لاينجب ذكورا لا يعتبر نفسه قد أنجب، كما يتضح ذلك أيضا فى الخوف الشديد على الطفل الذكر من الحسد مما يجعل الأم تخفى جنس المولود وفى بعض الأحيان ترشى القابلة للاحتفاظ بجنس المولود سرا وإذا أعطيت مبلغا كافيا من المال سوف توافق على إيهام أهل القرية بأن الطفل أنثى, ومنذ الصغر ينشأ الطفل على أن يتسلط على أخته ولو كانت أكبر منه فله سلطة الأمر والنهى وعليها طاعة أخيها الأصغر منها. ويشجع الأخ على ضرب وتأديب أخته منذ الصغر وتتعلم بدورها طاعته وخدمة وتلبية طلباته. وهذا بعيد كل البعد عن الإسلام فقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة ترغب فى إنجاب الإناث مثل "خيركم من بكر بالأنثى" فالمرأة مكرمة فى كل مراحلها وهناك حديث آخر يقول: "من كانت له ثلاث بنات فصبر على لأوائهن وضرائهن أدخلنه الجنة". أما هذه العادة الذميمة فقد انتقلت من العصر الجاهلى حيث كان العرب يفضلون كثيرا المولود الذكر على الأنثى. فقد وصف القرآن الكريم ما يحس به العربى من مرارة وأسى عندما تولد له أنثى. فقد قال الله تعالى: (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ{58} يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ{59}). (النحل).
     كما أن الرجل إذا أنجبت له زوجته البنات يطلقها أو يتزوج عليها من تنجب له الذكور على الرغم من أن الرجل هو المسئول عن تحديد جنس الجنين. هذا الاعتقاد الخاطىء مازال سائدا رغم أن البنات فى هذا العصر يفعلن أكثر مما يفعل الرجال. فهناك بنات تعُلن أسرهن وتفيد مجتمعاتهن فى كل المجالات بينما هناك رجال لا عمل لهم سوى الجلوس على المقاهى وليس لهم أية فائدة.

خروج آدم من الجنة
       أما فكرة أن حواء هى المسؤولة عن خروج آدم من الجنة فهى فكرة خاطئة تمامًا فكل الآيات التى وردت بالقرآن الكريم تحمل آدم وحده مسؤولية خروجه من الجنة ، بل إن الله طلب منه وحده أن يتوب عن فعلته لأنه هو المخطئ وليست حواء فهو قد سبقها إلى الوجود وأكثر منها خبرة فى الحياة وأعقل منها فكان يجب ألا ينخدع بوسوسة الشيطان حتى وإن انخدعت هى فقد قال الله تعالى:"فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عيه إنه هو التواب الرحيم" (البقرة 37) ، "ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسى ولم نجد له عزمًا" (طه 115) ، ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى" (طه 122). ففكرة تحميل حواء مسؤولية الخروج من الجنة هى فكرة يهودية حيث يعتقد اليهود أن المرأة هى أصل كل الشرور فى العالم وأنها أشد من الشيطان فى الغواية وأن الله عاقبها على غواية آدم بأن تحمل وتلد بالألم وأن يسود الرجل عليها"وقال (الله) للمرأة تكثيرا أكثر أتعاب حبلك. بالوجع تلدين أولادا وإلى رجلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك" (تكوين 16).

زواج الأخ من أرملة أخيه:
أما عادة زواج الأخ من زوجة أخيه بعد وفاته فهى منتشرة فى الريف المصرى, وهى إجبارية حتى لو لم يرغب الأخ أو زوجة أخيه فى ذلك بدعوى الشهامة والمروءة ورعاية أبناء الأخ المتوفى وهذا ليس من الدين فى شىء ومن الممكن رعاية زوجة الأخ بدون زواج ولكن هذه العادة مأخوذة حرفيا من الديانة اليهودية فقد ذكرت التوراة: "إذا سكن إخوة معا ومات واحد منهم وليس له ابن فلا تصير امرأة الميت إلى خارج لرجل أجنبى. أخو زوجها يدخل عليها ويتخذها لنفسه زوجة ويقوم لها بواجب أخى الزوج والبكر الذى تلده يقوم باسم أخيه الميت لئلا يمحى اسمه من إسرائيل وإن لم يرض الرجل أن يأخذ امرأة أخيه تصعد امرأة أخيه إلى الباب إلى الشيوخ وتقول قد أبى أخو زوجى بأن يقيم لأخيه اسما فى إسرائيل. لم يشأ أن يقوم لى بواجب أخى الزوج فيدعوه شيوخ مدينته ويتكلمون معه فإن أصر وقال لا أرضى أن أتخذها تتقدم امرأة أخيه إليه أمام أعين الشيوخ وتخلع نعله من رجله وتبصق فى وجهه وتصرخ وتقول هكذا يفعل بالرجل الذى لا يبنى بيت أخيه فيدعى اسمه فى إسرائيل بيت مخلوع النعل" (تثنية 5-10).
وأخيرا وبعد أن غرقت مجتمعاتنا فى ظلمات الأفكار العقيمة المستوردة من اليهودية والوثنية أما آن لنا أن نعود إلى تقاليدنا الإسلامية الجميلة؟


عدم توريث المرأة

هناك عائلات كثيرة فى الصعيد وفى القرى وفى بعض المدن لا تسمح لبناتها باستلام الميراث الشرعى الذى حدده الله لهن بدعوى أن الميراث سيذهب لرجل غريب (الذى هو زوجها) أى أن هؤلاء يخالفون شرع الله وأوامره فى اضطهاد صريح للمرأة .. ولنا أن نسأل:أليس من حق المرأة أن ترث نصيبها حتى لو ألقت به فى البحر؟ أليس زوج أختهم هوأخ لهم فى الإسلام فلماذا يكرهون له الخير وكأنه عدوهم؟ إن هذا تعدى على حدود الله.. فى الجاهلية كانت المرأة لا ترث بل كانت هى نفسها ميراث يذهب للورثة ومن هنا جاءت هذه الفكرة من الوثنية الجاهلية.
نرمين كحيلة

هناك تعليق واحد:

wael kohela يقول...

لا يعيب المرأة ان ارادت الزواج انها كانت مطلقة او ارملة او عانس فهى لم تسلك سلوك خاطىء لتعاقب عليه لكنها تقاليد يجب ان ننتقى ماهو صالح منها فقط و لا نتمسك بما يضرنا او يؤذينا .. مقال محترم لانه بيتكلم عن قضية هامة جدا فى حياتنا