الأحد، 3 يونيو 2012

من ينتخب "فلول" تضر ولا تنفع؟


؟
    مخطئ من يعتقد أن عبادة الأصنام انتهت بمجئ الإسلام ، فقد بدأت عبادة الأصنام أيام سيدنا نوح عليه السلام.. قال تعالى:"وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودًا ولا سواعًا ولا يغوث ويعوق ونسرًا"(نوح:23)
   كان هؤلاء الخمسة أشخاصًا صالحين وكان لهم أتباع يقتدون بهم ، فلما ماتوا قال أصحابهم الذين كانوا يقتدون بهم : لو صورناهم كان أشوق لنا إلى العبادة إذا ذكرناهم ، فصوروهم ؛ أى نحتوا لهم تماثيل ، فلما ماتوا ، وجاء آخرون وسوس إليهم إبليس ، فقال : إنما كانوا يعبدونهم ، وبهم يسقون المطر ، فعبدوهم .
   واستمرت عبادة الأشخاص الأحياء منهم والأموات فمن الناس من يقدس الأحياء ومنهم من يقدس الأموات ؛ فإذا أخطأ الشخص (المقدس لديهم) لا يمكن اتهامه أو تجريم فعله فهو الملهم العبقرى الذى لا يخطئ أبدًا حتى لو سرق أو نهب أو قتل فلا يمكن لعقولهم أن تقبل أن يخطئ قديسهم.
   قال تعالى:" وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ" أى أن أغلب الناس يؤمنون بالله ليس إيمانا خالصا بل يشركون معه حب المال مثلا أو حب الشهوات أو حب الأشخاص ....إلخ. قال تعالى:"أرأيت من اتخذ إلهه هواه" (الفرقان:43) ؛ أي : كلما استحسن شيئا وافق هوى نفسه كان دينه ومذهبه. قال تعالى :"ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادًا يحبونهم كحب الله" (البقرة :165 ("قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين " (التوبة:24)                
    وهذا هو شرك المحبة أى أن تجعل حب أى مخلوق شريكًا لله فى قلبك ، تطيعه وتتبعه تماما كما تفعل مع الله سبحانه وتعالى كمن يعتقد مثلا أن رئيسه فى العمل يملك حياته ورزقه ومستقبله وبالتالى إذا أمره بشئ يغضب الله ورسوله فعله ؛ مثل تلك التى يأمرها رئيسها فى العمل بخلع الحجاب فتطيعه ، ومثل الذى يأمره رئيسه فى العمل ببيع الخمر أو شربه فيطيعه.. وكذلك السارق لو أن بقلبه إيمانًا حقيقيًا أن الله وحده هو رازقه ما سرق. ولو أن الرجل الذى لا يدفع زكاة ماله آمن إيمانا حقيقيًا غير مشوب بالشرك لأدرك أن الصدقة لا تنقص من مال.
   فإيمانهم هذا هو توحيد الربوبية ؛ أى الاعتراف بأن الله هو خالقهم ولكنهم كفروا بتوحيد الألوهية أى لا يعبدون الله.
   وفى هذا الصدد تذكرنى الانتخابات الرئاسية بسيدنا إبراهيم عليه السلام حين كان يجبره أبوه - صانع الأصنام - أن يقف معلنا عن أصنامه فيقول ساخرًا من يشترى أصنامًا لا تضر ولا تنفع؟ إذ أن من أهم صفات الإله الحق أن يكون له القدرة على أن يضر وينفع فمن أسمائه جل شأنه :"الضار" "النافع".. وعلى هذا أعتقد أن أفضل دعاية ضد مرشحى الفلول هى أن نقف ممسكين بصورهم هاتفين:من ينتخب "فلول" تضر ولا تنفع؟ فقد صنعنا منهم أصنامًا عبدناها من دون الله.

   إن أى مسؤول فى الدولة مهما علا منصبه هو بشر يخطئ ويصيب ومن حقنا محاسبته. إذ أنه ليس هناك تقديس للأشخاص فى الإسلام ، ولقد دخل العالم الإمام أبو مسلم الخراسانى على معاوية بن أبى سفيان فقال:"السلام عليك أيها الأجير" فاستنكر جلساء الخليفة وقالوا له:"قل السلام عليك يا أيها الأمير" فأعاد فى إصرار:"بل السلام عليك أيها الأجير ، إنما أنت أجير استأجرك رب هذه الأمة لرعايتها فإن أنت داويت مرضاها وشفيت جرحاها وفَّاك سيدها أجرك وإن أنت لم تفعل عاقبك سيدك". وهذه هى ضمانات الإسلام لعدم استبداد الحكام. وكذلك قال من قبل أبو بكر الصديق رضى الله عنه:"إن استقمت على طاعة الله فأعينوني عليها ، وإن زغت عنها فقوّموني . كما قال أيضا : أيها الناس … أطيعوني ما أطعت الله ، فإذا عصيت الله فلا طاعة لي عليكم" . أى أن الخليفة شخص عادى مثله مثل أى شخص آخر.
وكذلك قال عمر بن الخطاب ضي الله عنه "إذا أصبت فأعينوني، وإذا أخطأت فقوموني
"
فقال له أحد الحاضرين: "إذا أخطأت قومناك بسيوفنا يا عمر"
فهل يوجد من الحكام الآن من يقبل أن يقول له أحد الرعيّة هذا القول؟؟ انظر ماذا قال له  عمر:الحمد لله الذى جعل من أمة محمد من يقوِّم عمر بسيفه" لو كان حاكم آخر مكان عمر لاتهمه بأنه إرهابى فالسادات حين انتقده عبد المنعم أبو الفتوح لم يقبل الانتقاد واتهمه بسوء الأدب..وجريدة الأهرام التى جعلت خطوة مبارك تسبق خطوات باقى الرؤساء.

   وعلى هذا فإنى أقول لكل عُبَّاد مبارك أو شفيق أو أى شخص من أفراد النظام السابق: كُفوا عن عبادة الأصنام واتجهوا إلى الله بقلوب مخلصة خالية من الشرك.
نرمين كحيلة

ليست هناك تعليقات: