حكت لى صديقة ان الامام حسن البنا رحمه الله لما قتلوه نقل للمستشفى وظل ينزف دون ان يسعفه احد فتعجب وسأل الطبيب:لماذا لا تسعفوننى؟فقال له:عندنا أوامر ألا ننقذك وندعك تموت ، فقال:اللهم بدد ملك الملك فاروق ثم مات وبعدها بثلاث سنوات قامت الثورة وتم خلع الملك وتحققت دعوة حسن البنا.
كان هناك رجلا فى المدينة المنورة قبل بعثة النبى صلى الله عليه وسلم بمئة سنة يقول:يارب اجعل بيتى مأوى للنبى القادم حين يخرجه قومه ، ومات الرجل ولم تتحقق دعوته وجاء ابنه ومات ثم جاء حفيده ليسكن بنفس البيت وبعث النبى صلى الله عليه وسلم وهاجر من مكة إلى المدينة وعندما شد كل واحد من الانصار لجام ناقته صلى الله عليه وسلم ليستضيف النبى عنده قال لهم:دعوها فإنها مأمورة أى أن الله يوجهها لمكان معين ستبرك عنده وفعلا بركت الناقة عند بيت هذا الرجل الذى دعاه منذ مئة سنة ليكون بيته مأوى لخاتم الانبياء واستجاب الله دعوته بعد 100 سنة.
فرعون الذى عذب بنى اسرائيل واضطهدهم وقتلهم دعا عليه موسى عليه السلام ليهلكه فاستجاب الله دعاءه بعد 40 سنة من دعائه.
أهل الكهف حين أووا إلى الكهف اعتراضا على الملك الظالم الكافر ظلوا نائمين فى كهفهم 300 سنة ثم ايقظهم الله عز وجل ليروا بأعينهم كيف أن الله استجاب لهم وبطش بالملك الظالم وجاء بملك آخر عادل ثم أماتهم فورا .. استوقفتنى هذه الاحداث وغيرها وجعلتنى أتأمل الآية التى تقول:"فلنعم المجيبون" أى ان الله يصف نفسه بأنه افضل من يجيب الدعاء أى يختار هو الوقت المناسب لاجابة الدعاء فلا تتعجلوا الاستجابة وتقولوا دعونا الله ولم يستجب وتذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يستجاب لأحدكم ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم وما لم يستعجل، قيل: وكيف الاستعجال؟ قال: يقول دعوت ودعوت فلم يستجب لي، فيتحسر عند ذلك ويترك الدعاء).
وفى حادثة الإفك تأخر الوحى شهرا كاملا والمسلمون حائرون والنبى صلى الله عليه وسلم لا يدرى كيف يتصرف ، ومع ذلك تركهم الله شهرا حتى يختبرهم جميعا ثم انزل الآيات التى تبرئ السيدة عائشة رضى الله عنها..كان هذا التأخير مقصودا لحكمة هو يعلمها سبحانه..أليس كان قادرا على ان ينزل الوحى فى نفس اليوم او فى اليوم التالى لتبرئة امنا عائشة؟ لكنه أمهلهم ليميز الخبيث من الطيب.
أقول هذا لأن كثيرين سألونى لماذا لا يستجيب الله لنا وينصرنا على السيسى ونحن على الحق وقد قتلنا وعذبنا؟ فأقول لهم لا تتعجلوا الاجابة فانتم لا تعرفون الحكمة التى عند الله فى ملكه فهو يختار الوقت المناسب لتحقيق الدعاء ولكن لا بد ان تتقينوا من الاجابة وتكونوا على ثقة فى وعد الله بالنصر لعباده المؤمنين
﴿وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً (45)﴾
إن الله تعالى ليس سريع الغضب مثلنا بل هو حليم .. إذاً: من أسماء الله الحسنى أنه حليم، لا يُوقِع العِقاب فوراً ويستطيع التحكم فى غضبه والصبر على الجانى وليس مثلنا احيانا يدفعنا الغضب للتهور. فمثلا ما من مسلم إلا وهو يعلم أن صُلَحَ الحُديّبّية، في ظاهره مهانة للمسلمين، لأن فيه تنازلات وهم في حالات قوية، تنازلات أباها الصحابة، ورأوها نوعاً من الذُل ونوعاً من الإستسلام، وقد أدهشهم موقف النبي عليه الصلاة والسلام، والنبي لما رأى هذا الاستنكار قال: إنني أفعل ما أُؤمر بتوجيه من ربي، وأن أقبل بهذا الصلح، ثم جاء الجواب:
﴿وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾
فيا أيها الثوار المناضلين الذين ضحيتم بأرواحكم وبكل غالِ ونفيس لا تتعجلوا الإجابة وثقوا بنصر الله.
نرمين كحيلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق