فى زمن الفراعنة حتى يستطيعوا أن يحكموا
المصريين ويعطوا لأنفسهم مسوغا شرعيا كانوا يقولون أن معهم تفويضا إلهيا بحكم مصر
لإجبار الشعب على الخضوع لهم وحتشبسوت لما وجدت أنها انثى ولن يقبل المصريون بامرأة
تحكمهم ارتدت زى الرجال وركبت لحية وادعت أنها ابنة الإله آمون وصورت ميلادها على
جدران معبدها بالدير البحرى لإقناع الشعب أن الإله آمون تزوج أمها وأنجبها وبعض
المغفلين - فى ذلك الوقت – صدقوها كما هو حال المغفلين فى عصرنا الحالى ، أما الآن
ونحن فى القرن الواحد والعشرين لا يستطيع حاكم أن يدعى الألوهية ولذلك فقد لجأوا
لطريقة أخرى يبرروا بها اغتصابهم للسلطة وهى أنهم يقومون بعمل تمثيلية سخيفة أن الشعب
قام بثورة لكن فى حقيقة الأمر هو انقلاب عسكرى ، المفروض أن الجيش لا يتدخل فى
السياسة ولا ينحاز لطرف دون الطرف الآخر لكن الجيش تدخل فى السياسة وانحاز لطرف
تمرد رغم أن هناك ملايين أخرى تؤيد مرسى..والسؤال الآن:إذا كان السيسى فعلا نزل
على إرادة الشعب فلماذا لم يستجب للملايين الاخرى المؤيدة ؟؟؟ إلا إذا كانت هذه هى
رغبة الجيش أن يستولى على السلطة.
وإذا افترضنا أن السيسى أصاب فى عزل مرسى فلماذا
لا يقول لنا أين هو؟دليل على أنه خائف لأنه اغتصب السلطة ، لو كان شجاعا لسمح له أن يخرج للناس ويواجههم مثلما حدث مع الملك فاروق ، أخرجوه بكرامة وقدموا
له التحية العسكرية 21طلقة وسمحوا له أن يسافر على الباخرة المحروسة معزز مكرم ولم
يعتقلوه أو يحبسوه أو يحاكموه لكن عندما اغتصبوا السلطة وانقلبوا على الرئيس محمد
نجيب اعتقلوه لانهم خائفين من جريمتهم لأن اعتقال رئيس شرعى منتخب هو جريمة يعاقب
عليها القانون اسمها جريمة الاختفاء القسرى.
وهناك من يقول أنها ثورة بدليل أنه تم تحديد
موعدها وأقول له:ليس معنى أنه
تم تحديد موعده أنه ليس انقلابا ، هذه تمثيلية لإقناع السذج من الشعب المصرى أنها ثورة
فمثلا لو أن رجلا صرح بأنه سيزنى بفلانة
يوم كذا هل تحديده لميعاد الزنا يجعل الزنا مباحا ومقبولا ويحوله الى زواج شرعى؟
هذا ما فعله السيسى لتضليل الشعب ، مثل آخر لو أن أحدا قدم لك خمرا وقال لك أن هذه
قهوة ، هل تغيير اسمها يحولها الى قهوة فعلا ، لا يهم الاسم المهم المسمى ، هذا ما
فعله السيسى قدم لنا انقلابا ولكن ألبسه ملابس الثورة حتى يخدع الشعب المصرى ، لقد
ثبت أن السيسى استعان بالمخرج السينمائى خالد يوسف لكى يصور المتظاهرين بطائرة من
فوق ليخدع الناس أن عددهم كبير ..
هو انقلاب مكتمل الأركان أولا: لأن الرئيس
الشرعى المنتخب لم يستقيل من منصبه ومازال هو الرئيس الشرعى للبلاد وثانيا: لأن من
عزله ليس له سلطة ولا أهلية فى عزله فهو موظف عنده فلا يحق لوزير أن يعزل رئيسا
وثالثا: أن عزل الرئيس لا يكون بالانقلاب عليه بل يكون عن طريق الصناديق
؛ فالغاية لا تبرر الوسيلة.
نرمين كحيلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق