قال تعالى: "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ
وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ"
(التغابن:14)
هذه الآيات الكريمات نزلت في أناس كان لهم أزواج وأولاد عاقُوهم عن الهِجرة والجهاد فترةً من الوقت،
فلما تغلَّبوا عليهم وهاجَروا ووجدوا الذين سبقوهم إلى الهجرة قد تعلَّموا
وتفقَّهوا في الدين، فتأسَّفوا عن تخلُّفِهم، فهمُّوا بأزواجهم وأولادهم الذين
عاقُوهم عن الهجرة فترة طويلة أن يُعاقبوهم بنوع من العقاب من تجويع أو ضرب وتثريب
وعتاب، فأنزل الله هذه الآيات: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ... ﴾
أى فاحذروهم على دينكم
أى فاحذروهم على دينكم
كيف تعرف
أن زوجتك هى عدوتك؟
كيف تعرفين
أن زوجك هو عدوك؟
عندما تجد
زوجتك تعينك على الشر وتمنعك عن الخير ، تقربك من النار وتبعدك عن الجنة فهى عدوتك
، وعندما تجدين زوجك يعينك على الشر ويمنعك عن الخير ويقربك من النار ويبعدك عن
الجنة فهو عدوك.
فمثلا:زوج
يمنع زوجته من ارتداء الحجاب فقد حكت لى زوجة أن زوجها يريدها سافرة بحجة أنه يريد
أن يتباهى بجمالها أمام أصحابه وزوجة أخرى تقول أن زوجها يرى الحجاب تخلف ورجعية وهو
رجل متحضر وصاحب منصب وجاه ومن العيب أن تكون زوجته محجبة.
أم تمنع
ابنتها الشابة من ارتداء الحجاب بحجة أن البنت مازالت صغيرة فهى تريدها سافرة
لتصطاد العرسان بمفاتنها.
زوجة تمنع
زوجها من صلة الرحم لأنها تريد أن تستأثر بزوجها لنفسها وكذلك الزوج يمنع زوجته من
صلة الرحم بحجة أن أهلها يسببون له مشاكل.
يقول الدكتور
محمد راتب النابلسى: هناك عداوة حال وهناك عداوة مآل،
يعني إذا ضغطت الزوجة على زوجها ليجدد أثاث البيت وهو دخله محدود، من شدة الضغط
أكل المال الحرام، يوم القيامة حينما يحاسب على هذا المال الحرام حساباً عسيراً
يرى أن امرأته هي السبب، ينشأ في المستقبل عداوة سماها العلماء عداوة مآل ليست
عداوة حال.
شريكان يعملان ببضاعة نظامية اقترح أحدهما أن يعملا ببضاعة مهربة
فاستجاب له الثاني، ضبطت هذه البضاعة وزجا معاً في السجن، فكلما ألقى نظرة على
شريكه يقول له أنت السبب، صار عدوه، سبب له هذه المتاعب.
عداوة مآل إذا أطعتها في معصية الله سوف تغدو لك عدوة لأنها سببت
لك عقاباً وحساباً عسيراً يوم القيامة.
قال تعالى:الأَخِلاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ
لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ
في بعض الأحاديث، الولد مجبنة مبخلة، الذي عنده أولاد يصبح إنفاقه
ضعيفاً، مواقفه تصبح لينة، يجامل كثيراً خوفاً على أولاده.
إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ
الأولاد نقطة ضعف الآباء لأنهم قد
يحملوهم على معصية الله يعني من أجل أن يكون لك ابن متفوق ضحيت بدينه، أرسلته إلى بلد دون
ضوابط ، شاب في أول حياته جلس في مجتمع الفاحشة تُرتكب بأتفه الأثمان، ضاع دينه
فأنت حينما تكسب المال الحرام من أجل أولادك ، أو حينما تحمل أولادك على معصية
الله من أجل مستقبلهم، كان هذا الابن فتنة لك ، فتنت ولم تنجح
ويسترسل الدكتور النابلسى فى شرح تلك الآية فيقول: يعني هذا العربي في الجاهلية حينما كان
يحفر في الرمل ويضع ابنته ويهيل عليها الرمل هل هناك من جريمة أبشع من هذه الجريمة
؟ أنا رأيي في قوله تعالى:" وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ
الْقَتْل" (البقرة:191ِ
إذا
إنسان أنجب بنتاً، وتركها على راحتها تفتن الشباب، ترتدي أحدث الأزياء الثياب
الفاضحة، كل خطوط جسمها ظاهرة، هذا الذي يطلق لابنته العنان ولا يعبأ بطريقة لباسها،
بل يبارك لها ويعجب بها ويتباهى بجمالها هذا فتنها عن دينها والله عز وجل يقول
﴿ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ
الْقَتْلِ ﴾
يعني بربكم هذه البنت التي دفنت في الرمل
مصيرها إلى الجنة لأنها كما قال الله عز وجل
﴿ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ
* بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ﴾
سورة التكوير
أما حينما تكبر هذه البنت، ويطلقها أبوها
على سجيتها من دون ضابط، من دون رادع، من دون مبادئ، من دون قيم، فتفسَد وتفسِد من
هو السبب ؟ لذلك ورد في بعض الآثار: البنت يوم القيامة تقف أمام رب العزة، تقول:
يا رب، لا أدخل النار حتى أدخل أبي قبلي، لأنه سبب شقائي في الدنيا.
عزيزى الزوج لا تكن عدوا لزوجتك ،عزيزتى الزوجة لا تكونى
عدوة لزوجك ، أعينوا بعضكم البعض على طاعة الله وابتغاء مرضاته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق