تلقينا الخبرالذى أذاعه برنامج بلدنا بالمصرى عن ضرب المدرس مجدى عطية محمد الشاعر مدير حضانة مركز شباب زفتى فى الغربية لتلاميذ ما قبل المدرسة بمزيد من الأسى والحزن على انعدام الرحمة فى قلوب الناس وعلى تزايد العنف بين الناس ولكن الأعجب من ذلك هو خروج مظاهرة حاشدة بين التلاميذ وأولياء الأمور تستنكر عقاب ذلك المدرس وتصويره على أنه ضحية وأنه لا يستحق العقاب ، وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على أن الشعب المصرى بعد طول فترة عذاب على يد مبارك ونظامه سنوات طويلة يستحق إعادة تأهيل نفسى لكى يتأهب للمرحلة المقبلة والفارقة فى تاريخه. إنها الصورة الأخرى من ظاهرة حب الضحية لجلاديه التى رأيناها من قبل فى المطالبة بالعفو عن مبارك.
لا أحد ينكر أن الضرب وسيلة مهمة من وسائل التربية لكن بضوابط وشروط أولها أن يتجنب منطقة الوجه تماما لأنها محل تكريم الإنسان فلا يجب إهانتها ، ويجب تجنب الرأس والمناطق الحساسة بالجسد. وثانيها: ألا يكون الضرب بقسوة وغلظة وإلا يؤدى لعاهة مستديمة ، وثالثها: ألا تتكرر أكثر من ثلاث ضربات فقد قاس العلماء ذلك بما حدث لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حين أتاه الوحى وضمه ثلاث ضمات آمرًا إياه بأن يقرأ ثم أطلقه. ولذا فقد استنتج العلماء أن الضرب لا يزيد على ثلاث. ورابعها: ألا نضربه بنعل أو ماشابه مما يفقده كرامته.. وقد أرشدنا النبى الكريم أن الضرب على الصلاة وغيرها يبدأ من العاشرة وليس قبل ذلك السن .. وخامسًا يجب أن يكون الضرب هو آخر وسيلة يلجأ إليها المربى بعد فشل كل الوسائل..وكفانا إحداث عاهات بأطفالنا فهذا طفل قد أفقده معلمه بصره وهذا طفل قد تسبب له معلمه فى الصمم وهذا طفل قد مات من شدة الضرب.
أذكر أننى حين كنت طفلة بالمدرسة كان لنا مدرس يصر على ضرب طالبة زميلة لنا ضربًا مبرحا رغم أنها كانت مريضة بالقلب والأطباء منعوا ضربها حتى جاءت لها نوبة قلبية من شدة الضرب.. وكان يصفع البنات على وجوههن ويركلهن بقدمه ولأن الله يمهل ولا يهمل فقد أصيب هذا المدرس بالكبد ومات فى سن الشباب.
فمن لا يرحم لا يرحم ، اتقوا الله أيها المعلمون فى أبنائنا نريد أطفالا متعلمين ولا نريد أطفالا مشوهين ، وإلا فقد الضرب وظيفته وأصبح مجرد وسيلة للتعذيب.
نرمين كحيلة