السبت، 26 نوفمبر 2011

عباسية كمان وكمان

كنا قديمًا نسمع أحيانا شخص يقول:فلان هذا عباسية وهذا التعبير معناه أن هذا الشخص مخبول أو مجنون نسبة لمستشفى العباسية للأمراض العقلية ، واليوم وأنا أشاهد مظاهرات ميدان العباسية تذكرت ذلك التعبير فيبدو أنه سيعود للظهور من جديد ولا أستبعد اليوم الذى يسأل فيه بعضنا بعضا:"حضرتك عباسية ولا تحرير؟" فما حدث كان مسرحية هزلية بكل المقاييس تذكرنا بفيلم:"إسماعيل يس فى مستشفى المجانين"
   كان يجب على المجلس العسكرى أن يمنع تلك المظاهرات بأية طريقة وأن يعلن ذلك فى كل وسائل الإعلام حتى لا تحدث فتنة واشتباك واقتتال بين طوائف الشعب مما ينذر بحرب أهلية ، وما أظنه يحتاج لتلك التمثيلية التى قام بأدائها ممثلون ماهرون فى سيناريو سخيف متكرر ومن بينهم عجائز تسلقوا الأكتاف وأخذوا يهتفون للمجلس العسكرى وقد كان الأحرى بهم أن يبتعدوا عن تلك اللعبة القذرة.. ولو أن المجلس العسكرى منع تلك المظاهرات  لحظى باحترام الجميع ولأثبت أنه فعلا غير طامع فى السلطة بدلا من اللجوء لتلك الوسائل الرخيصة التى ستكون ضحيتها مصر.
لا أعرف ما الهدف من تلك المظاهرات؟ فالشعب المصرى لم ولن يطلب أبدا من الجيش التخلى عن أداء واجبه فى حماية الوطن والدفاع عنه ولكن كل ما طلبناه هو عودته لأداء دوره المنوط به بعد أن قام بأداء وظيفة ليست له فهو ليست لديه خبرة بإدارة البلاد وقد أثبت فشله طوال الشهور الماضية فى تعامله مع المشاكل التى واجهته فكان يتعامل مع كل المتظاهرين والمعتصمين على أنهم أعداء الوطن وقام بمحاربتهم بكل الوسائل المستخدمة فى الحرب لأنه لا يعرف إلا هذه اللغة: لغة الحروب..أما السياسة والإدارة فلها رجالها.. تماما مثل حلاق الصحة الذى اعتبر نفسه فى فترة من الفترات طبيبا وأخذ يشخص الداء ويصف الدواء ، هو ماهر فى مهنته كحلاق أما الطب فله متخصصيه..أو كشخص أتى بحارس ليحرسه ففوجئ به يدير ويحكم منزله وأولاده بدلا منه.
  أناشد المجلس العسكرى - إن كان مايزال حريصا على مصلحة مصر- أن يتنازل عن موقفه رحمة بمصر وشعبها.
نرمين كحيلة



ليست هناك تعليقات: