السبت، 19 فبراير 2011

وأشرقت مصر بنور الحرية

     لم أرَ مصر فى حياتى مثلما رأيتها ليلة أمس ؛ كانت تزدان شوارعها والأعلام ترفرف فى كل مكان كأنه عرس حقيقى وكانت مصر هى العروس التى ارتدت أبهى حلتها ، حتى الوجوه توجتها البسمة والفرحة والأمل والتفاؤل .. تلك الوجوه التى كنت أراها فيما سبق باهتة تعلوها الحسرة والقهر والإحساس بالظلم والاستعباد ، كنت أرى الناس ناكسى رؤوسهم ، أما اليوم فقد رأيتهم رفعوا رؤوسهم وعلت وجوههم نضرة النصر ونشوته .. وجدت الناس فى الشارع يوزعون الحلوى والشربات ويرقصون ويغنون رافعين علم مصر والزغاريد فى كل مكان .. وتذكرت الآية الكريمة التى تقول:"إذا جاء نصر الله والفتح ...... فسبح  بحمد ربك واستغفره إنه كان توابًا". أى أن الإنسان ينبغى له إذا أحرز نصرًا أن ينسبه لله عزو وجل وأن يسبحه ويستغفره من الزهو الذى قد يساور القلب أو يتسلل إلى النفس من سكرة النصر بعد طول الكفاح وفرحة الظفر بعد طول العناء وهو إحساس يصعب مقاومته فى القلب البشرى فمن هذا يكون الاستغفار.

    فقد انحنى النبى صلى الله عليه وسلم على ظهر دابته شاكرًا لله حين دخل مكة وسبح وحمد واستغفر كما لقنه ربه.. وكان هذا هو أدب يوسف عليه السلام فى لحظة النصر:"رب قد آتيتنى من الملك وعلمتنى من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض أنت ولى فى الدنيا والآخرة توفنى مسلمًا وألحقنى بالصالحين". وكان هذا هو أدب سليمان عليه السلام حين رأى عرش ملكة سبأ حاضرا بين يديه قبل أن يرتد إليه طرفه:"فلما رآه مستقرًا عنده قال:"هذا من فضل ربى ليبلونى أأشكر أم أكفر".

   فالحمد لله على نصره ونسغفره ونتوب إليه ونسأله أن يحفظ مصر من كل سوء.
                                                                          نرمين كحيلة 




ليست هناك تعليقات: