جاءها ولدها الصغير ذو الثلاث سنوات وفى يده حلوى وقبل أن يضعها فى فمه اختطفتها أمه بسرعة فبكى الطفل بكاءً حارًا فسألتها:لماذا تحرمينه من أحب شئ إليه وهو الحلوى وتتركينه يبكى؟ فقالت:أحرمه من أجل مصلحته فهو مريض بداء السكرى والطبيب منعه من كل أصناف الحلوى.
جاءها ولدها ذو الستة عشر ربيعا وقال لها:لا أريد الذهاب إلى المدرسة يا أمى لا أريد أن أكمل دراستى أنا أكره الدراسة والاستذكار.. نهرته أمه بشدة وقالت له:ويحك يا ولد! كيف تقول ذلك؟ ستذهب إلى المدرسة رغما عنك وستذاكر لكى يكون لك شأن فى المجتمع .. سألتها:لماذا تجبرينه على استكمال دراسته؟ قالت:حتى لا يضيع مستقبله.
جاءها ولدها فقالت له:هل صليت العصر؟ فقال:لا ليس عندى وقت فسألتها:هل ابنك يصلى؟ قالت:أحيانا ولا أريد أن أجبره حتى لا يكره الصلاة ويكرهنى فقلت سبحان الله! تحرم ولدها من أحب شئ إليه فى سبيل مصلحته الدنيوية وتأمر ابنها بالذهاب للمدرسة رغما عنه من أجل مصلحته الدنيوية حتى لو كان فى ذلك مشقة وإنفاق أموال وتحرمه من كل متعة وفسحة أثناء الامتحانات لكن تتركه لا يصلى وتتركها لا تتحجب و....وهكذا. هل هان علينا أمر الآخرة وأصبحت الدنيا أهم بكثير من الآخرة ، لماذا نحرم أبناءنا من أجل مصلحتهم الدنيوية ولا نحرمهم من أجل مصلحتهم الأخروية؟ وعندما يتعلق الأمر بالصلاة نشفق على أولادنا ونقول دعوهم بحريتهم لا ترغموهم .. هل نحن أحن وأرحم بأولادنا من خالقهم؟ إذا كان خالقهم أمرهم بالصلاة وأوحى إلى نبيه الكريم أن يأمر الآباء بضرب أولادهم عليها فى سن العاشرة. عن عبدالله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين, واضربوهم عليها وهم أبناء عشر"). رواه أبو داود وقال الألباني: صحيح) وهو أبلغ رد على المتأثرين بالغرب الذين ينكرون الضرب مطلقاً ويقولون بأنه وسيلة فاشلة ، بل بالعكس فإن فائدة الضرب بعد طول الأمر أبلغ في الزجر.
إلى متى نترك أولادنا أحرارا ونشفق عليهم فيما يخص أخراهم ونضربهم وننهرهم فيما يخص دنياهم؟ إذا كنا نحب أبناءنا فلنفضل الآخرة على الدنيا وقد قال تعالى:"وللآخرة خير لك من الأولى".
إن مفهوم الحرمان لدينا دائما يتعلق بالقسوة والعنف والغلظة لكن حرمان الله لنا هو حرمان محبة أى لأنه يحبنا ويريد مصلحتنا يحرمنا فمثلا تحريم الخمر جاء فى صالح الإنسان للحفاظ على صحته وعقله وكذلك الحرمان من أكل لحم الخنزير وغيره من التحريمات الأخرى ، وكذلك الأمر بالنسبة للأم عندما تحرم أبناءها من شئ فإنه يكون لصالحهم.
فيا ليتنا نتعلم حرمان المحبة ونفهم فلسفته.
نرمين كحيلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق