هو مخبز كُتِبَ على واجهته:"مخبز بغداد للخبز العراقى". كان هذا كفيلا ًبأن يجعلنى أدخل لأكتشف أن جميع العاملين فيه عراقيين يتكلمون اللهجة العراقية ، نزحوا من العراق بعد الاحتلال ، ورغم الألم والحزن الذى يعتصرهم مازالت لديهم القدرة على العطاء وإطعام الناس الخبز ، اشتريت بعض الأرغفة وأنا أتحسر على ما جرى لبغداد ، كان بودى الاعتذار لهم على تخاذلنا عن نصرتهم..أحسست أن الخبز العراقى لم يصنع من دقيق القمح بل صنع من دماء وأرواح الشهداء العراقيين ، وخلط وعجن بآلامهم وأحزانهم. كان وجود المخبز وسط المساكن والمحلات شاهدًا على مأساة تشريد شعب ونهب أرض..أما العنوان الذى كتب على واجهته فكان دليلا على أن سقوط بغداد حاضرة الخلافة العباسية لم ينه كيانها وعزتها ووجودها ، وتذكيرًا بحضارة من أعظم حضارات العالم.
نرمين كحيلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق