هناك فى الاسكندرية فى إحدى محطات القطار افترش رجل الأرض جالسًا القرفصاء مرتديًا نظارة سوداء إخفاءً لهويته أو ربما تظاهرًا بالعمى ليستدر عطف الناس .. ثم أخذ يقرأ آيات من القرآن الكريم ، وواضح من تلاوته أن له علم بالقراءات وأحكام التجويد والعجيب أن صوته جهورى وقوى وجميل يصلح لأن يتلو فى الحفلات والمآتم فقلت لنفسى:"ربما كان شيخا أزهريًا ثم جار عليه الزمان فلجأ إلى التسول!" والغريب أنه يستخدم القرآن كأداة للتسول فقد أخذ الناس فى الغدوة والروحة يضعون فى يده بعض النقود وهو لا يبرح مكانه من ليل أو نهار.
شئ جميل أن يتلو الإنسان القرآن ولكن العيب كل العيب أن يستخدم القرآن والدين لأغراض التسول خاصة أن الشعب المصرى بطبيعته متدين ولا يرضى أن يترك فى العراء نهبًا للجوع والبرد شيخا كهذا يتلو آيات من الذكر الحكيم ويشجيهم بصوته. ولأن زمننا هذا هو زمن العجائب فقد اتخذ الشيوخ مظهرًا آخر غير صورة سيدنا فى الكُتَّاب القديم الذى كان يتسول أو لنقل يرتشى من تلامذته بقمع سكر أو بضع بيضات ورغيف عيش. ويبدو أن الرجل موهوبًا ولكن لأنه ليس لاعب كرة ولا ممثل ولا فنان ولا راقصة فليس له حظ فى الظهور على شاشات التلفزيون أو وسائل الإعلام فلم يجد أرحب من قارعة الطريق تستضيفه متخيلا أنها خشبة مسرح أو دار عرض لموهبته تمامًا كما يحدث فى الغرب حيث يقوم المتسول الأوروبى بعرض موهبته فى الموسيقى مثلا فى الشارع ويجمع أموالا طائلة من المارة.
كان التسول قديمًا عن طريق إحداث عاهة فى الجسد أو حمل طفل صغير أو رضيع والتظاهر بأنه يتيم أما الآن فقد اتخذ شكلا آخر يتلاءم مع طبيعة العصر حيث أن الشكل القديم المعتاد للمتسول لم يعد يقنع الناس ، ولا أعرف كيف أصبح الشارع المصرى مستباحًا للجميع دون رقابة ؟ فاللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.
نرمين كحيلة
شئ جميل أن يتلو الإنسان القرآن ولكن العيب كل العيب أن يستخدم القرآن والدين لأغراض التسول خاصة أن الشعب المصرى بطبيعته متدين ولا يرضى أن يترك فى العراء نهبًا للجوع والبرد شيخا كهذا يتلو آيات من الذكر الحكيم ويشجيهم بصوته. ولأن زمننا هذا هو زمن العجائب فقد اتخذ الشيوخ مظهرًا آخر غير صورة سيدنا فى الكُتَّاب القديم الذى كان يتسول أو لنقل يرتشى من تلامذته بقمع سكر أو بضع بيضات ورغيف عيش. ويبدو أن الرجل موهوبًا ولكن لأنه ليس لاعب كرة ولا ممثل ولا فنان ولا راقصة فليس له حظ فى الظهور على شاشات التلفزيون أو وسائل الإعلام فلم يجد أرحب من قارعة الطريق تستضيفه متخيلا أنها خشبة مسرح أو دار عرض لموهبته تمامًا كما يحدث فى الغرب حيث يقوم المتسول الأوروبى بعرض موهبته فى الموسيقى مثلا فى الشارع ويجمع أموالا طائلة من المارة.
كان التسول قديمًا عن طريق إحداث عاهة فى الجسد أو حمل طفل صغير أو رضيع والتظاهر بأنه يتيم أما الآن فقد اتخذ شكلا آخر يتلاءم مع طبيعة العصر حيث أن الشكل القديم المعتاد للمتسول لم يعد يقنع الناس ، ولا أعرف كيف أصبح الشارع المصرى مستباحًا للجميع دون رقابة ؟ فاللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.
نرمين كحيلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق