إلى هؤلاء الذين رفعوا راية العرى والإباحية والسفور متحذين من الحرية شعارا لهم أقول : إنكم خدعتم المرأة حينما ألقيتم فى روعها أنها أسيرة ملابسها وأن تحريرها يبدأ أولا من تحررها من ملابسها. إن الله - سبحانه وتعالى - عندما خلق آدم وحواء وأسكنهما الجنة قال لآدم :"إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى" ( طه 118) . إذن فأول شئ فعله الله لآدم هو ستر جسده وأول شئ فعلاه عندما ظهرت عورتهما لأول مرة هو الخجل من هذا العرى ثم مداراته وإخفاؤه بأية طريقة وبما أنه لم تكن الملابس قد وُجِدَت فى ذلك الوقت فقد سترا عورتهما بورق التوت.. "فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة" ( طه 121 ) رغم أنه لم يكن أحد يراهما غير الله – خالقهما- والملائكة ولم يقل لهما أن هذه العورة يجب أن تغطى لكنه الحياء الفطرى الذى أودعه الله فى الإنسان منذ خلقه ومنذ البداية نلاحظ دور الشيطان الرئيسى فى مسألة العرى هذه.."فوسوس لهما الشيطان ليبدى لهما ما ورى عنهما من سوءاتهما" ( الأعراف 20 ) ، إذن العرى هو من عمل الشيطان ونتيجة للمعصية.." فدلاهما بغرور" (الأعراف 22 ) ، "وعصى آدم ربه فغوى ....قال اهبطا منها جميعا " ( طه 118 - 123 ) ؛ إذن فالترتيب المنطقى للآيات : وسوسة الشيطان ثم المعصية ثم العرى وانكشاف العورات ثم الهبوط من الجنة. فالعرى أساسا فكرة شيطانية. " يا بنى آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سوءاتكم وريشا.....لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم "( الأعراف 27،26 ) أى أن الشيطان يعرينا ليتفرج علينا هو وقبيله ويضحكون علينا وعندما نزل الإنسان الى الأرض وسكن الكهوف فى مرحلة الجمع والالتقاط كان عاريا ًأو شبه عارى أى أن العرى يرتبط بالبدائية والتخلف ولما تقدمت البشرية وبدأت مرحلة الاستقرار والزراعة ظهرت الملابس المصنوعة من الكتان والقطن وغيره...وحاول الإنسان ستر أكبر قدر ممكن من جسده ليثبت أنه تقدم إذن التغطية والستر مرتبطين بالتقدم والرقى. وإذا جاز لنا أن نعرف الانسان بأنه حيوان ناطق وحيوان اجتماعى ....إلخ فان من الأولى أن نعرفه بأنه حيوان لابس ( أى يرتدى ملابس ) لأن الشئ الوحيد الذى يميز الانسان عن الحيوان هو الملابس فلا يوجد حيوان يرتدى ملابس. وبعيدا ًعن الدين فان فكرة السفور والعرى سواء للمرأة أو للرجل هى فكرة بعيدة تماما عن الفطرة السليمة وتنافى الذوق الراقى وهى فكرة قبيحة بدليل استقباح آدم وحواء لمنظرهما ! فنرى مثلا الملكة بلقيس عندما جاءت من سبأ – وهى مملكة ذات حضارة عظيمة – إلى النبى سليمان ( عليه السلام ) كشفت عن ساقيها وهذا دليل على أنها كانت ترتدى الملابس الطويلة التى تغطى جسدها كله رغم أنها كانت كافرة . وفى العراق القديم كانت القوانين تقضى بأن المرأة المتبرجة أو السافرة هى امرأة داعرة عاهرة أما المحجبة فهى امرأة شريفة عفيفة طاهرة محترمة ، بل إن الديانة اليهودية تبيح للزوج أن يطلق زوجته إذا سارت فى الشارع عارية الرأس ، وهذا يدل على أن هذا الفعل قبيح وعار على من تفعله ، وكذلك فى الديانة المسيحية نرى السيدة مريم العذراء فى كل صورها محجبة ، والمسيحيات يتحجبن داخل الكنيسة..ومن هذا المنطلق فان دعاة تحرير المرأة هم فى الحقيقة دعاة تحقيرها وليس تحريرها فهم يريدون تحرير المرأة من ملابسها وقيمها مثلما حرر الأمريكان الشعب العراقى من ملابسه وكشفوا للعالم كله عورته. وكذلك الرجل لا ينبغى له أن يلبس ملابس شفافة أو كاشفة لملامح جسده ، وقد طلبت امرأة يوما ًما من الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) أن يدعو لها الله ألا تتكشف أثناء نوبة الصرع ، أرأيتم الى أى حد هذه المرأة حريصة على عفتها وشرفها وجسدها ؟ بل إن غزوة من الغزوات قامت لنجدة امرأة مسلمة كشف اليهود عورتها. أما المرأة اليوم فتقول لمصممى الأزياء قولوا لى كيف أتكشف ؟ وهناك منافسة حامية الوطيس بين القنوات الفضائية فى أغانى الفيديو كليب حول من يكشف أكثر ومن يتعرى أكثر .. فيا مصممى الأزياء ويا مخرجى الكليبات ! اتقوا الله فى المرأة ولا تشمتوا بنا الشيطان.
نرمين كحيلة
هناك تعليق واحد:
الدعاية للفضيلة لا تكون الا من شخص محترم يحترم نفسه و مجتمعه و دينه فكل الاديان تحرض الانسان على ان لا يعمل الا الاعمال الفاضلة الخيرة و يبتعد عن كل الاعمال الخبيثة .. جزاكى الله كل خير و جعل هذا المقال الذى يدعو الناس الى الامتناع عن الخبائث و الرذائل فى ميزان حسناتك يوم القيامة .. ولكى الف تحية اعتراف بالفضل فى كل ما تكتبيه .. شكرا لكى استاذة نرمين
إرسال تعليق