الأحد، 7 نوفمبر 2010

رحلة نرمين إلى البلد الأمين (الحلقة التاسعة)

     كان أسوأ ما لفت انتباهى هو الاضطهاد الظالم للمرأة فى بلد نزل عليه دين يحترم المرأة ويرفع قدرها فقد قام هذا الدين على أكتاف المرأة وبمساهمتها بالدور الأكبر فيه ، بتضحياتها بالنفس والأولاد والأموال ، فلا يصح أبدًا أن يكون تجاهلها وإهمالها هو جزاءها..ويكفى أن تكون أول شهيدة فى الإسلام امرأة هى "سمية" -ام عمار -التي طعنها ابوجهل لعنة الله عليه في قلبها بحربة فماتت ومات زوجها أيضا من العذاب وكان مولى لبني مخزوم وهم الذين مر بهم النبي صلى الله عليه وسلم وهم يعذبون فقال صبرا آل ياسر فان موعدكم الجنة.
 وإن أسماء ذات النطاقين كان لها دور كبير فى إنجاح الهجرة حين كانت تصعد كل يوم الجبل وهى فى شهور حملها الأخيرة فتتكبد المشاق فى سبيل توصيل الطعام والشراب للنبى وصحبه فى الغار ثم شقت نطاقها نصفين لتحمل فيه الماء والزاد وتخفيه حتى لا يراها أحد ويوم استجوبها الكفار لتفشى السر وتخبر عن مكان النبى كتمت الأمر فلطمها أحد الكفار حتى شج رأسها فسقط قرطها وهى صامدة..فماذا لو كانت أفشت السر وضعفت وأبلغت عن مكان الرسول صلى الله عليه وسلم؟ فدعا لها النبي صلى الله عليه وسلم أن يبدلها بنطاقين في الجنة فلقبت بذات النطاقين .
 والسيدة عائشة رضى الله عنها ماذا كان مصير الإسلام لو أنها لم تحمل على عاتقها توصيل سنة النبى للناس ورواية الأحاديث عنه ؟ وهناك ام عمارة نسيبه بت كعب
دافعت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فى غزوة احد بسيفها هى وزوجها و ابنيها وهى اول مقاتله فى تاريخ الاسلام وشاركت فى كثير من الغزوات بعد ذلك رضى الله عنهم جميعا.
والسيدة خديجة رضى الله عنها ماذا لو لم تقف بجانب الرسول ودعوته بمؤازرته ونصرته بمالها وقولها وفعلها وكانت تصعد له الغار حين يتأمل ويتعبد فتحضر له الطعام والشراب دون ضجر أو معاتبة على تركه لها ؟ ماذا لو فعلت مثل امرأة سيدنا نوح وامرأة سيدنا لوط ؟ هل كانت ستقوم لهذا الدين قائمة ؟ هل كانت دعوة النبى ستنجح وتنتشر؟
    تحفل سجلات التاريخ بألوف مؤلفة من أسماء النساء العظيمات، وأعظمهن من كرمهن القرآن الكريم أو النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الشريفة أو أنجزن أعمالا تضيف إلى الحضارة الإسلامية، ومن هذه الأسماء صفية بنت عبد المطلب شهدت غزوة أحد مع غيرها من الصحابيات ، وكانت تقوم بالدور التقليدي للنساء المسلمات وهو سقاية الجند ومداواة الجرحى، ولكن المسلمين خالفوا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصيبوا ونالتهم الشوكة، وسعى المشركون للنيل من رسول الله ولم يبق معه وحوله إلا نفر قليل من أقرب صحابته، فانتفضت صفية تحمل رمحًا وراحت تضرب به وجوه الجند المنسحبين وهي تصرخ فيهم: انهزمتم عن رسول الله.
أما موقفها في غزوة الخندق فقد كان دليلاً جديداً على شدة البأس مقرونة بقوة الحرص في هذه القصة تقول صفية نفسها: أنا أول امرأة تقتل رجلا، تعني من اليهود أو المشركين  فلم تكن النساء مطالبات بالقتال ولكنها رأت في القتال ضرورة فقامت بواجبها. ولم تشأ أن تسلب هذا اليهودي، فقد منعها من ذلك حياؤها وعفافها، وإنما رأت ترك الأمر لحسان بن ثابت الذي لم يكن راغبا في ذلك لسبب لم يفصح عنه.
 “وفي غزوة خيبر كان لها شأن عظيم، فقد اتخذت لها مع رفيدة الأسلمية خيمة تداوي فيها كل منهما من أصيب في الحرب من المسلمين ولهذا جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم لها ولأمثالها من المؤمنات المجاهدات نصيبا من الغنائم التي غنمها من اليهود تكريما لهن وتعظيما لشأنهن وتنويها بحسن صنيعهن في خدمة المجاهدين”.
ودور أم سيدنا موسى والسيدة مريم مع المسيح عليهما السلام فقد خصهما الله عزو وجل
بصيانة وحفظ الدعوة دون الرجال ، وامرأة فرعون أيضًا لولا تربيتها لموسى ورعايته وإنقاذه من يد فرعون الظالم وإيمانها به هل كانت ستقوم لهذا الدين قائمة ؟
وأخت موسى التى كانت تقصه قامت بدور خطير أيضًا فى حماية وصيانة الدعوة.
هؤلاء النساء جميعًا وغيرهم ممن أتين بعدهم وحتى يومنا هذا مازلن يقدمن للإسلام الكثير فلا يستأهلن أبدًا أن يعاملن هذه المعاملة.
وإلى اللقاء فى الحلقة القادمة ،،،، 
                                        نرمين كحيلة

ليست هناك تعليقات: