الجمعة، 12 نوفمبر 2010

ليالى الأنس فى أسوان (الحلقة الخامسة)

       ذهبت فى الموعد المحدد لاصطحاب صديقتى فوجدتها قد جاءت مبكرا ًوأنا الأخرى قد جئت مبكرة بعض الشئ وكأن ميعاد آخر يجمع بيننا ، ذهبنا إلى المنزل لرفقة العروس إلى مصففة الشعر(الكوافيرة) وكان ذلك فى الساعة الثالثة عصراً ، ودلفنا إلى داخل المحل ففوجئت صديقتى بأصناف شتى من النساء اللائى جئن طلباً للتجميل وسألتنى:"هل هذا المكان مخصص للنساء فقط ؟" قلت :"نعم ، أما الرجال فلهم مكان آخر" قالت:"إن عندنا فى ألمانيا يختلط الرجال مع النساء فى مكان واحد". وحين رأت صديقتى العمليات المختلفة التى تمر بها العروس ومراحل تصفيف الشعر والباديكير والمانيكير وغيره من وسائل التجميل تعجبت وقالت:"أكل هذا الاهتمام بتجميل العروس من أجل الزوج ؟" قلت:"نعم ، ألستم تهتمون مثلنا بتجميل العروس ؟"قالت:"ليس بهذه الدرجة". وحينما رأت العروس تتألم وتئن من كثرة ما تعرضت له من وسائل ومراحل تجميلية قالت فى شفقة:"أوه !! إن العروس تتألم ، كل هذه الآلام من أجل عيون الرجل ؟ مسكينة هى المرأة فى بلدكم كم تعانى !؟". فقلت فى نفسى:"آه لو تعلمين أن المرأة المصرية تعانى جسديا ًونفسيا ًمن أجل إسعاد الرجل فهناك من النساء من تصبر على سوء أخلاق زوجها ومعاملته السيئة لها وضربه وشتمه وأحيانا ً قهرها بالزواج عليها من أخرى دون مبرر لذلك إلا إرضاء أنانيته وغروره ، ولا يقدر الرجل كم تعانى المرأة من أجله ومن أجل الحفاظ على بيته وأولاده وما تمر به من آلام منذ لحظة الزواج وحتى الولادة ، لو شعر بكل معاناتها لما توقف عن شكرها ليل نهار والسهرعلى راحتها ومساعدتها. بل إن المجتمع بأكمله دائما ًيطالب الزوجة بتحمل زوجها ولا يطالب الرجل بتحمل زوجته ، وهذا ظلم بيِّن.
   
    وطالت فترة وجودنا عند مصففة الشعر لساعات طويلة حتى ملَّت صديقتى وقالت:"كل هذه الساعات الطويلة تقضيها المرأة فى التجمل ؟!" فاقترحت عليها أن نتمشى سويا ًلبضع دقائق ثم نعود فوافقت.

      وحين تم تجهيز العروس ، وكان ذلك فى الساعة العاشرة مساءً أتى العريس لمرافقتها وبدأت الزفَّة على باب المحل وفوجئت صديقتى بالطبول والدفوف  والزغاريد التى انبعثت من كل مكان فسدَّت أذنها من شدة علو الصوت وشرحت لها أن هذه هى الزفة عندنا ولابد منها فقالت:"وهل كل عروس تفعل ذلك أم أختك فقط؟" فقلت:"طبعا ً كل عروس" وأخذت تلتقط الصور باعتبارها شئ عجيب لديها سوف تحدث به بنى جلدتها حين تعود إلى بلادها.

     وركبنا السيارات وكانت سيارة العروسين مزدانة بأجمل زينة ، إلى أن وصلنا استديو التصوير لأخذ الصورة التذكارية للعروسين ومعهم أحبائهم. وإلى اللقاء فى الحلقة القادمة ،،،،،
                                                           نرمين كحيلة

ليست هناك تعليقات: