الجمعة، 12 نوفمبر 2010

ليالى الأنس فى أسوان (الحلقة الثانية)

     وصلنا إلى الشقة المفروشة التى أجرها لنا خطيب أختى ، وكانت واسعة وذات إمكانيات معقولة ، كانت الساعة الثانية عشر ظهرا ًوكانت هذه هى المرة الأولى التى تجتمع فيها عائلتنا بأغلبية أفرادها على مائدة الإفطار ، نأكل سويا ً ونجلس سوياً  وننام سويا ً وأحسست لأول مرة منذ سنين بالدفء الأسرى والذى حرمت منه معظم الأسر المصرية فى السنوات الأخيرة فقد فرقت مشاكل الحياة وأشغالها بين أفراد الأسرة الواحدة أو لعل تخلينا كمجتمع إسلامى عن صلة الرحم هو ما جعل هذا هو حالنا.
    
    حضر أقارب العريس ومعهم أصناف شتى من المأكولات والمشروبات ، هى طعام الغداء قد تم طهيها فى منزل الخطيب ، وساعتها علمت كم أن أهل أسوان كرماء.. وفى المساء حضر العريس لاصطحابنا إلى مكتب المأذون لعقد القران وكان هذا الحدث جلل فقد ازدحمت الغرفة برجال ونساء وأطفال جاءوا ليشهدوا الحدث العظيم ، وهو اقتران حياة شخصين إلى الأبد بكلمة الله. وبعد انتهاء الاجراءات الرسمية ذهبنا إلى مسجد الطابية وهو أشهر وأكبر مسجد فى أسوان حيث يزدان بزخارف إسلامية رائعة وتتدلى منه قناديل جميلة وتم إعلان الصيغة الشفوية لعقد القران ، وكنا نسترق السمع من خلف الحاجز الذى يفصل بيننا وبين الرجال ونحاول أن نختلس نظرة من هنا أو هناك لنحظى برؤية هذا المشهد العظيم ساعتها انطلقت الزغاريد تدوى فى كل مكان بالمسجد وتم توزيع العصائر والشيكولاتة والحلويات وكانت الفرحة تكلل كل الوجوه والبسمة ترتسم على كل الشفاه.

     وحصلت فى ذلك اليوم على لقب أخت العروس وهو لقب هام جدا ً فى مصر وهو تكليف وليس تشريفًا حيث يحتم هذا اللقب على صاحبته أن تقوم بدور كبير بالنسبة للعروس فهو مسؤولية كبيرة ، وكنت محور اهتمام الجميع حيث كانت كل امرأة تنظر لى بابتسامة وهى تقول: أنتِ أخت العروس ؟ فأبادلها الابتسامة وأنا أقول:"نعم". فتقول:"عقبالك".وكان الجميع يطالبنى بقرص شقيقتى فى ركبتها لكى أحصِّلها فى جمعتها ولكنى كنت أبتسم وأقول أننى لا أتعجل أمرا ً قد قدره الله لى قبل أن أولد وأن كل شئ بميعاد.
    وفى اليوم التالى حضرت صديقتى الألمانية "آنيت" وذهبت لاستقبالها فى مرسى جزيرة فندق إيزيس فجاءتنى عائمة فى قارب وما لبثت حين لمحتنى على البعد أن لوحت لى بيدها وهى تبتسم ابتسامة كبرى ، وكذلك بادلتها التحية بدورى ، وتقابلنا بعد ثلاثة أشهر من افتراقنا وتبادلنا القبلات والأشواق ثم اصطحبتها إلى منزل أسرتى.

   وإلى اللقاء فى الحلقة القادمة ،،،،،
                      نرمين كحيلة

ليست هناك تعليقات: