الأربعاء، 10 نوفمبر 2010

رحلة نرمين إلى البلد الأمين (الحلقة الخامسة عشر)

     كان موعد رحيلنا هو يوم 26 سبتمبر وهويوم عيد ميلادى فأحسست كأن يوم ميلادى هو اليوم الذى أديت فيه العمرة وجاورت النبى وزرت الأماكن المقدسة فكأننى ولدت من جديد. ووجدت الجميع يقولون لى: كل سنة وأنت طيبة يا نرمين فأحسست كأنهم يهنئوننى بالمغفرة ورضوان الله واصطفائه لى بزيارة هذه الأماكن كما كانوا يقولون لنا فى المسجد النبوى إذ كانوا يقولون: إن وجودكم هنا يا حاجَّات هو اصطفاء من الله الذى دعاكم لزيارته وإن ملايين الناس تتمنى أن تكون مكانكم الآن.

     حزمنا الأمتعة وركبنا سيارة خالى وسافرنا إلى جدة وكنت طوال الطريق أسكب الماء على وجهه ورأسه حتى لاينام – هكذا طلب منى - ووصلنا مطار الحجاج وتعجبت كثيرًا فلماذا يخصصون مطارا للحجاج وآخر للمسافرين من غير الحجاج ؟ ما الفرق بينهم ؟ كان علينا أن نقف فى طابور طويل لا نهاية له حتى ندخل من باب المطار وذلك لأن الموظف وهو سعودى لا يفتح إلا بابًا واحدًا فقط على الرغم من أنه توجد أربعة أبواب أخرى فحدثت مشاجرة وتشابك بالأيدى بين المعتمرين العائدين الواقفين فى حر الشمس ووهجها وبين موظفى المطار وتم هجوم شرس وتدافع بالقوة من هذا الباب الضيق رغمًا عن أنف الموظف السعودى الذى نظر إلينا باشمئزاز وقال: أنتم لا تعرفون النظام واعتدتم على الهمجية فى بلدكم. وسمعت من يصفه بالغباء والحمق وأن هذه هى سمة عامة فى السعوديين.

      ثم ذهبنا لمواجهة مصيرنا التعس حيث وقفنا فى طابور آخر لنختم جوازاتنا وكان الموقف ساخرًا هزليًا فقد كانت النساء كل واحدة توكز الأخرى وتدافعها حتى تأخذ دورها فى الصف وبعضهن افترشن الأرض انتظارًا لدورهن وسمعت من خلفى سيدة تقول: منك لله ياللى أخذتِ دورى إلهى اللى تقف قدامى تنشل فى رجليها..فقال لهم الموظف السعودى :عيب عليكم ده انتم جايين من عمرة يعنى لازم تكونوا كويسين..وانتابتنى نوبة من الضحك المتواصل حتى كدت أقع على الأرض من شدة الضحك. فقالت لى خالتى: علام تضحكين ؟ فقلت: إذا عظمت المصيبة أضحكت..ألا ترين ماذا يحدث أمامك ؟ إنها مسرحية هزلية.
  
    ثم تعرضنا للتفتيش حيث دخلنا حجرة بها سيدة منقبة فتشت ملابسنا بجهاز كان معها. وانتقلنا من طابور إلى آخر حتى وصلنا أخيرًا إلى المطار ولا أعرف لماذا طلبوا منا أن نركب أوتوبيس خاص بنقل الحجاج حتى نذهب لمطار آخر ؟ المهم وصلنا وسط استنكار الناس وامتعاضهم وهمهماتهم.

     وركبنا الطائرة أخيرًا وبدأت أتلو الأذكار ودعاء الركوب ، وطبعًا تأخرت الطائرة عن الموعد المحدد لها ثم فى النهاية أقلعت.

      وإلى اللقاء فى الحلقة القادمة ،،،
                                                                 نرمين كحيلة

ليست هناك تعليقات: