لى صديقة ألمانية تسمى "آنيت" دعوتها لزيارة مصر المحروسة أم الدنيا فأجابت الدعوة فى أول زيارة لها للقاهرة..وبالطبع كان أول شئ تريد أن تراه هو الأهرامات ، إحدى عجائب الدنيا السبع..وفى الطريق انفجرت آنيت فى الضحك فسألتها عما يضحكها فقالت: الزحام الشديد فى الشوارع والضوضاء العالية التى تصم الآذان مما جعلها تضع أصابعها فى آذانها. ثم رأت أوتوبيس تتدلى من أبوابه سيقان آدمية فواصلت الضحك بصوت مسموع مما جعلنى أسألها ثانية ما يضحكك ؟ قالت: منظر هذا الأوتوبيس يشبه علبة السردين وهذه الأبواب المفتوحة على مصراعيها. قلت لها وهل عندكم فى ألمانيا لا يوجد مثل هذا المنظر ؟ فقالت: طبعا ً لا ، إن الأتوبيس يغلق أبوابه تماما ً قبل أن يبدأ فى التحرك. فقلت لها أنت لم تشاهدى إذن ما هو أدهى وأمر من هذا المشهد ، إنه مشهد التسطيح..قالت مندهشة: كيف ؟ قلت لها: إن القطار عندنا فى مصر ينام الشباب على سطحه العلوى أثناء سيره وهناك مجموعة أخرى تهوى التزحلق على القضيب فقالت: تقصدين التزحلق على الجليد ؟ قلت: لا ، التزحلق على القضيب أى القضيب الحديدى الذى يسير عليه القطار حيث يتعلق الشاب بكلتا ذراعيه بمؤخرة القطار ويظل باقى جسده مجرجرا ًً على القضبان ، وهذه رياضة حديثة ابتكرها المصريون ولا توجد فى بلد آخرغير مصر فمطت شفتيها تعجبا ً واندهاشا ً..فبادرتها قائلة انتظرى فهناك المزيد ، إن فى مصر كل شئ ممكننا ً. وعندما ركبنا التاكسى فوجئت بالسائق يسأل عن الطريق فقالت متعجبة: هل يسأل عن الطريق ؟ قلت لها وهل عندكم فى ألمانيا لا يسأل السائقون عن الطريق ؟ قالت بالطبع لا ، إلا فى حالات نادرة جدا ً عندما يكون السائق حديثا ً فى مهنته فقلت لها: لا تتعجبى يا صديقتى فإن فى مصر لا أحد يعرف طريقه ، وعندما نزلنا من التاكسى وجدتها تقفز قفزة عالية فسألتها ماذا حدث؟ فقالت: وجدتُ بركة مياة تحت قدمى - وكانت هذه ليست هى البركة الوحيدة فى الشارع - فقلت لها: إن من يعيش فى مصر لا بد أن يتعلم الوثب العالى فهذه رياضة مفيدة جداً حيث أن الشوارع المصرية تزدان بالحفر ذات الأحجام المختلفة تتجمع فيها مياه الأمطار، هذا فضلا ًعن البلاعات المفتوحة ليل نهارالتى تبتلع أطفالا ً أبرياء فى عمر الزهور. وبعد دقائق معدودة كان علينا أن نتسابق مع السيارات التى اكتظ بها الشارع من كل نوع ولون فنظرت إلىًّ متعجبة وقالت: كيف لا تحترمون إشارة المرور؟ إن هذا لا يحدث عندنا فى ألمانيا ، وما هذا الصوت العالى للسيارات ؟ قلت لها تقصدين أداة التنبيه ؟ قالت: نعم. قلت لها: إن عندنا ظاهرة فريدة لا توجد فى أى بلد آخر وهى الدور الخطير الذى تلعبه أداة التنبيه فى السلم وفى الحرب ، فى الأفراح وفى الأحزان فإذا كان هناك حفل زفاف مثلا ًفإن أداة التنبيه تكون وسيلة هامة للاحتفال بالعروس وإذا كان هناك مصاب فإن سيارة الإسعاف تستخدم أداة التنبيه باستمرار لتوسعة الطريق ونجدة المريض قبل أن يموت وفى انتظار الصديق لصديقه وفى الاحتفال بفريقنا الفائز فى المباريات و...و...إلخ. ثم وجدتها تضحك للمرة العاشرة فسألتها ما يضحكك ؟ قالت إن السيارة الواحدة التى تتسع لأربعة أشخاص يركبها ستة أو سبعة كيف ذلك ؟ إن هذا لا يحدث فى ألمانيا. قلت لها هل تعرفين عدد المصريين ؟ قالت: لا. قلتُ إننا ثمانين مليون نسمة. ففغرت فاها وقالت: هل هذا معقول ؟ وهل كل مواطن لديه سيارة ؟ قلت لها: لا، نصف المواطنين فقط أما النصف الباقى ففقير لا يقدر على ثمن السيارة الباهظ...قالت إن عندنا فقراء فى ألمانيا ولكن ليس بمستوى الفقر المدقع الذى فى بلادكم . قالت هذا وهى تنظر إلى رجل يفترش الأرض ويلتحف السماء وقد اسود جلده من كثرة مكوثه فى الشارع وعدم اغتساله منذ أعوام وقد زحفت الحشرات على رأسه وأخذ يحك جلده بأظافره الطويلة القذرة..وأخيرا ً وصلنا للأهرامات وقد حفتها القاذورات والقمامة من زائريها فقالت: إن عندنا فى ألمانيا ممنوع منعا ً باتا ً إلقاء أى شئ فى الشارع بل إن القانون يفرض غرامة على من يفعل ذلك ؛ فقلت لها: انظرى إلى عظمة أجدادنا الفراعنة ، إن الشعب المصرى هو شعب صاحب حضارة ذات سبعة آلاف عام. فنظرت إلىَّ ولسان حالها يقول: أنت كاذبة لا يمكن أن يكون هؤلاء أجدادكم فكيف يكون الأجداد هكذا والأحفاد هكذا ؟ أنتم لستم على نفس مستوى الأجداد..وتمنيت ساعتها أن تنشق الأرض وتبتلعنى خجلا ً وأنا أقف أمام أعظم أهرامات الدنيا قاطبة وأعظم عمل معمارى أقامه مهندس عبقرى ، وتخيلت لو أن صاحب هذا الهرم قام من موتته فسوف يصاب بالسكتة القلبية بسبب خيبة الأمل فى أحفاده ، وحاولت أن أعتذر له بشدة عن فشلنا الذريع فى المحافظة على الحضارة الرائعة التى تركوها لنا. وفى المساء ذهبنا إلى خان الخليلى والحسين وطلبت منها أن تخلع نعليها وأن تغطى رأسها لأنها فى المسجد ففعلت ودخلنا إلى الضريح فإذا بنساء يتمسحن به ويبتهلن إليه كأنهن يبتهلن إلى الله وشرحت لها مكانة الحسين بالنسبة لنا نحن المسلمين باعتباره حفيد الرسول صلى الله عليه وسلم ، وماهى إلا دقائق معدودة حتى التف حولنا المتسولون الجياع من أطفال الشوارع بأيديهم الممتدة إلينا تكاد تطرف أعيننا وأرديتهم القديمة البالية ووجوههم البائسة التى لفحها تراب الشوارع ثم قلت لها: لا بد أنك الآن جائعة بعد هذا اليوم الشاق ، وفى طريقنا إلى المطعم وجدنا مشاجرة حادة تسد الشارع مما استدعى تدخل الشرطة ..فقلت لها هل تعرفين رياضة الجرى ؟ إنها رياضة صحية خاصة فى هذا الوقت من الشتاء إنها تمنح الجسم الدفء. واصطحبتها إلى أقرب مطعم وهناك طلبت لها طبقا ً من الكشرى المصرى وحاولت إقناعها بصعوبة أن تتذوقه فهو الأكلة الشعبية الرخيصة التى فى متناول الفئات محدودة الدخل بعد أن عزعليهم اللحم وغلا ثمنه وأوشك أن يباع بالجرام مثل الذهب وقد أعجبها جدا ً ثم أرادت أن تدخل دورة المياه فوجدتها لا تصلح للاستخدام الآدمى وأخذت صديقتى تقلب كفيها على ما ترى أما أنا فتذكرت أيام المسلمين فى الأندلس حين كان الأسبان يميزون حمام المسلم من حمام المسيحى بالنظافة التى هى من أهم مبادئ ديننا الحنيف فأول شئ تفعله لكى تدخل الإسلام هو الاغتسال وأول شئ بعد خروج الروح هو الاغتسال وقبل الصلاة وضوء..ديننا يولى عناية فائقة بالنظافة ورغم أن العرب هم الذين اخترعوا الصابون وعلموا النظافة للعالم كله إلا أنهم اليوم لا يأبهون لذلك.. ثم رأت عطارا ً يعرض بضاعته من الكركديه والخروب وغيره فى أوانى مكشوفة وحاولت أن تشم راحة هذه الأشياء وقد أدخلت وجهها كله فى تلك الصناديق فقلت لها هل تتعجبين لما ترين ؟ قالت : نعم ، إن عندنا فى ألمانيا لا يوجد شئ مكشوف أبدا ً، جميع البضائع مغلفة... وشرحت لها كيفية عمل كل مشروب من هذه الأعشاب ثم اقترحت عليها أن تأخذ بعضا ًمنه معها أثناء سفرها فرفضت..ورأت جزارًا يعرض اللحم مكشوفًا فتعجبت وقالت:لو أن ألمانيًا رأى لحمًا مكشوفًا فى بلدنا ما اشتراه أبدًا. فقلت لها أنت لا تعلمين يا عزيزتى أن معدة المصريين تهضم الزلط والحمير والكلاب والقمح المغشوش. وفى اليوم التالى اقترح علينا صاحب الفندق أن نركب سفينة تمخر بنا عباب النهر ذاهبة إلى القناطر الخيرية لتشاهد نيلنا الخالد وتتعرف أكثر على بلدنا مصر ووجدتها فكرة رائعة وركبتُ معها الأوتوبيس النهرى وبمجرد أن تحرك فوجئنا بكل شاب وفتاة من العشاق يتجاوران بل يتلامسان بطريقة فاضحة مخجلة ثم يتعانقان ويقبلان بعضهما البعض هكذا دونما حياء أو خجل.. فأحسست أننا فى أوروبا أو أمريكا ولسنا فى مصر..وأحسست بالإشمئزاز لما أرى ، إن هذه مجاهرة بالمعصية والفاحشة فأين ضاعت قيمنا الجميلة وتعاليم ديننا السمحاء ؟ وحاولت أن أقول لها أن ما تراه ليس هو الإسلام الصحيح لأن الإسلام يحرم ذلك وهؤلاء المسلمون ليسوا على قدر المسؤلية. فقالت ساخرة: ربما يكونون أنصاف مسلمين أو ربما أن هذا هو الجيل الجديد من المسلمين فقلت لنفسى سرا ً: نعم إن هذا هو الجيل الجديد الممسوخ فلا نحن ظللنا مسلمين متمسكين بتعاليم الإسلام ولا نحن أصبحنا أوروبيين فكل بنت ترتدى الحجاب ثم تفعل أشياء يندى لها الجبين ، ساعتها فقط عرفت لماذا نحن أمة مهزومة مخذولة مقهورة إن هذا بسبب أفعالنا وابتعادنا عن الدين ، لقد استشرت فينا الفاحشة التى حذر النبى صلى الله عليه وسلم من أن وجودها فى أى مجتمع سوف يهلكه وانتشرت فينا المجاهرة بالمعاصى وهو شئ عظيم عند الله تعالى معناه أن العاصى لم يعد يخشَ شيئا لا الله ولا الناس ، فقد أخبرنا الرسول (ص) أن كل أمته ستدخل الجنة إلا المجاهرون.. فى الماضى كان العاصى ينتظر حتى يختلى بنفسه بعيدا ًعن أعين الناس خجلا ً مما يفعل أما الآن فقد أصبحنا فى زمن الوقاحة وأصبح الطاهر العفيف غريب بين الناس..ورأيت فتاة تعلق على صدرها صليب وإلى جوارها شاب مسيحى يقبلها فقلت: ما شاء الله !! عاش الهلال مع الصليب ، إن أتباع محمد وأتباع المسيح يتعاونون على الإثم والعدوان ومعصية الرسول.وهذا إن دل على على شىء فإنما يدل على الوحدة الوطنية..وجاء من أقصى السفينة رجل يسعى فقال: عيب يا جماعة اللى انتم بتعملوه ده كل واحد يقعد باحترامه ما يصحش كدة ! وبعد أن انصرف قال المشرف على الرحلة ولا يهمكم يا جماعة واصلوا ما كنتم تفعلون هذا إنسان متخلف ، لو كانت لى صاحبة لفعلت مثلكم ولكن للأسف لا أجد ، فقلت له: يا هذا اتق ِالله ولا تقل إلا حقا ً، هل تشجع الناس على الفاحشة ؟ إنك مشارك لهم فى الإثم فقال: الشباب معذورون ماذا سيفعلون ؟ الأهالى تغالى فى المهور والشباب فقير وليس أمامه حل إلا ذلك..قلت: هذا تبرير سخيف إن الإسلام وضع لنا الحل الأمثل بالصيام وعدم الخلوة فنظر إلىَّ الشاب مستنكرًا كأننى جئت من القرون الوسطى ، وتذكرت لوط عليه السلام حين نهى قومه عما يفعلون فقالوا : "أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون" ، وتصورتهم يقولون: أخرجوا هذه الفتاة من سفينتكم إنها تتطهروخشيت أن يقذفوا بى إلى النيل بتهمة التطهر. وكان هناك شاب يرتدى ملابس تشبه ملابس النساء وحركاته وتصرفاته لا تدل على أى مظهر من مظاهر الرجولة بالإضافة إلى سوء خُلقه مع ركاب السفينة وكم حزنت حينما علمت أن اسمه "محمد" فكم يسئ إلى هذا الاسم وعلمت ساعتها أننا قد شتمنا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم وأسأنا إليه واتخذناه هزوا ً قبل أن تفعل ذلك الدنمارك فهذا الشاب يمثل كاريكاتيرا ًساخرا ًمن الرسول (ص) ولكنه كاريكاتير متحرك يمشى على الأرض وليس مرسوما ً فى مجلة وعلمت لماذا يستهزئ بنا الغرب ولا يحترمنا رغم كل المظاهرات المنددة بالرسوم. ولا أعرف كيف أعتذر للرسول صلى الله عليه وسلم من سوء حال أمته ، فالدعوة التى تعذب فى سبيل توصيلها للناس غابت عن الجيل الحالى من المسلمين. وكان كل راكب من ركاب السفينة يرمى بقايا الطعام فى سلة المهملات الكبيرة التى أحاطت بنا من كل جانب أتدرون ماهى هذه السلة؟ إنها نهر النيل الذى هو نهر من أنهار الجنة والذى يشرب منه ملايين المصريين فالتفتُ إلى صديقتى وقلت لها: إن هذا النهر كان أجدادنا المصريون القدماء يعبدونه ويسمونه الإله "حابى" لأنه مصدر الخير بالنسبة لهم ولم يكن مسموحا ً لأى أحد أن يرمى فيه قشة واحدة فقد كان هذا الفعل يعتبر جريمة شنعاء يعاقب عليها القانون والدين عقابا ً صارما ً بل إنه كان من بين الأشياء التى يعترف بها الميت أمام إلهه بعد الموت ليدخل الجنة ويزحزح عن النار هو قوله: "أنا لم ألوث ماء النيل" فكان عدم تلويث مياه النيل أحد الشروط لدخول الجنة. أما الآن فالنيل مستباح للجميع..النيل الذى كان ملهمًا للأدباء والشعراء والفنانين والمطربين ليتغنوا بسحره وجماله..أحمد شوقى وحافظ إبراهيم وعبد الحليم حافظ ، أصبح الآن يعانى الإهمال وعدم النظافة ومصدرًا للتلوث !! إن هذه خيانة عظمى لأجدادنا المصريين القدماء الذين سلموا لنا النيل طاهرًا، صافيًا ، نظيفًا..حافظوا عليه بكل الوسائل من أجل الأجيال القادمة. وتصورت لو أن الفرعون استيقظ من قبره الآن ورأى فتاة أو فتى يرمى القمامة فى النيل لأصدر على الفور مرسومًا ملكيًا بقطع يدها ويده ؛ فما من نهر فى الدنيا قامت بينه وبين الناس الذين يعيشون عليه علاقة حميمة كنهر النيل ، هذه العلاقة الغريبة بين الناس والنهر، كانت ذات طابع حضارى رفيع..هو الوفاء المتبادل ..وفاء من النهر إلى الناس ..ووفاء من الناس إلى النهر؛ فكان فيضان النيل كل عام هو المعنى الذى تجلت فيه فكرة الوفاء: وفاء من النيل بوعده فى نشر الخير العميم فى ربوع الوادى ، وبأنه قادم بالمياه التى تروى ظمأ الأرض وظمأ الناس وبالطمى الذى يخصب الأرض ويمنحها المزيد من القوة والقدرة على العطاء ، وكان على المصريين أن يظهروا بدورهم وفاءهم للنهر الذى جاء لهم بكل هذه الخيرات فكانوا يقيمون الاحتفالات مبتهجين وأسموها عيد وفاء النيل ، فقد علمهم النيل الزراعة والاتحاد فى مواجهة خطر الفيضانات وكل العلوم التى تقدموا وبرعوا فيها كانت بسبب النيل ، وزادت حسرتى وتنهدت تنهيدة كبيرة وأنا أسمع فى أذنى الأغانى التى تتغزل فيه:
يا تبر سائل بين شطين ياحلو يا أسمر لولا سمارك جوة العين ما كانت تنور
وأيضًا: من أى عهد فى القرى تتدفق ؟
ثم سمعت صوتاً يقول: "يا رب السفينة تغرق". فى محاولة منه للمزاح السخيف...إنه يمزح مع الله ، تعالى الله عما يقولون ؛ فدعوت الله قائلة: اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا. ..وفى الفندق كانت سحابة من الدخان تغطى سماء القاهرة فسألتنى: هل هذا ضباب أم دخان التلوث فقلت لها: بل هو دخان ، إن لدينا عددا ً كبيرا ً من المصانع والسيارات التى تضخ عوادمها فى الهواء الذى نتنفسه...وفى نهاية الرحلة عادت صديقتى إلى بلادها وقلت لها وأنا أودعها أرجو أن تكونى قد استمتعتى بوجودك معنا فى مصر أم الدنيا ، بلد الأمن والأمان فنظرت إلى ولسان حالها يقول بل هى بلد العجائب.
نرمين كحيلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق