كان الجميع ينتظر مقدم العروسين بشوق ولهفة ، وكان مقررا ً للفرح أن يكون فى نادى أسوان فى الصالة المغطاة ، وهناك وصل العروسان بصحبة الأقارب والأصحاب والأحباء وعزفت الفرقة للمرة الثانية موسيقى الزفة وكان فستان العروس طويلا وواسعا ًمما تطلب مجهودا ًأكبر فى الحفاظ عليه من تراب الأرض وكانت هذه هى مهمتى طوال الفرح باعتبارى المعينة فى منصب أخت العروس..وفى رحلة الصعود إلى القاعة بدأت الورود وذرات الملح ترش على رأسيهما لتجنب الحسد وطلبوا من صديقتى الألمانية أن ترش الملح هى الأخرى والتفتت إلى وسألتنى ما هذا ؟ وكانت مندهشة لهذا التقليد الغريب ولكنها وسط إلحاح الجميع أمسكت بالملح وأخذت ترشه ، وحين وصلنا إلى القاعة تم توزيع المياه الغازية على كل الحاضرين ثم بدأ العروسان يرقصان على أنغام الموسيقى الهادئة. وبعد ذلك طالبوا كل أحباء العروسين بأن يشاركوهما الرقص وحينما دُعِيَت صديقتى إلى الرقص رفضت فى البداية ثم استجابت لطلب الحاضرين وكان هذا مشهدا ًعجيباً بالنسبة لها كانت تفعله إرضاءً لنا ثم أخرجت صديقتى خمسين "يورو" وأعطتها للعروس هدية زواجها وكم فوجئت حين قرأت الكلمة التى كتبتها لها وهى تهنئة مكتوبة بالخط العربى فسألتها كيف كتبتِ ذلك ؟ قالت:إن لابنتى صديقة مغربية طلبت من والدتها أن تكتب لى كلمة تناسب هذه المناسبة ، فحييتها على حسن تصرفها وسرعة بديهتها وأعربت لها عن إعجابى بذكائها.
وبدأ العريس يقدم الشبكة لعروسه وكانت من الذهب الخالص قلادة واسورة وخاتم وقرط فقلت لصديقتى:"انظرى إلى هذا الذهب ، إنه هدية العريس لعروسه". ففغرت فاها بدهشة وقالت:"للعروس فقط أم يشاركها العريس فيها ؟" قلت:"بل هى ملكا ً خالصا ً للعروس."فقالت:"ولم ذلك ؟ "فقلت:"إن الإسلام يكرم المرأة أيما تكريم ويجعل الرجل لذلك يقدم لها هدية تكون فى معظم الأحيان من الذهب".قالت:"إن هذا لا يوجد عندنا" فالرجل لا يقدم شيئا ًللمرأة ، بل الأصدقاء يقدمون للعروسين هدية مشتركة".فقلت لها:هل تعلمين أن العريس قدم للعروس عشرة آلاف جنيها ً ؟ قالت بدهشة ؟ ولِمَ ؟ قلت:إن هذا هو ما يسمى مهر فى الشريعة الإسلامية يعطَى لها فى يدها حتى تقبل ان تتزوجه. وشعرت أن لسان حالها يقول:"ليتنى كنت مسلمة ، إن المرأة عندنا ليس لها ثمن".
وبعد انتهاء الفرح أوصلتها إلى مرسى الفندق الذى تقيم به وقلت لها أننى قد أعددت برنامجا ًرائعا ً لمشاهدة معالم أسوان سيبدأ من الغد وسيكون معنا مرشداً ألمانيا ًيشرح لها فابتسمت وشكرتنى ثم عدنا إلى البيت نتمنى السعادة للعروسين.
وإلى اللقاء فى الحلقة القادمة ،،،،
نرمين كحيلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق